سوسن بدرانتسلل مجهول إلى منزل ساره (اسم مستعار) في الطابق الأرضي من مبنى يقع قرب بيروت.
سارة عزباء تبلغ من العمر نحو 45 عاماً، تعيش مع شقيقتها، لكن الأخيرة كانت غائبة عن المنزل في تلك الليلة.
في تقاصيل الحادث أن المتسلل دخل من باب الشرفة الذي لم يكن موصداً تلك الليلة، وجد سارة نائمة في غرفة الجلوس فانهال عليها بالضرب المبرح في مختلف أنحاء جسمها. كان يضربها مستخدماً قبضاته، وأي غرض من منزلها يقع تحت يديه، ثم شد شعرها وأقدم على تمزيق ثيابها، واعتدى عليها جنسياً، ممزقاً غشاء بكارتها.
وقعت هذه الحادثة قبل أكثر من شهر. المعتدي «لم يسرق شيئاً». فور فراره لجأت سارة إلى أحد الجيران للاتصال بشقيقتها التي أتت على الفور، وتوجهتا إلى مخفر المريجة. سارة حملت معها تقريراً من الطبيب الشرعي يفيد بأنها تعرّضت «للاعتداء والأذيّة». لكن العناصر الموجودين في المخفر «تعاملوا مع القصة باستهزاء ولامبالاة ومماطلة» حسب رواية سارة التي أكدت أن العناصر طلبوا منها العودة لاحقاً قائلين لها إن «المدعي العام نائم». الأسوأ بالنسبة إلى سارة أن عناصر المخفر رفضوا الاستجابة لطلبها «بالحضور إلى المنزل لتفقد المكان ومعاينته ورفع البصمات، وذلك بحجة أن الدرك لا يستطيع الدخول إلى حي السلم طالبين منها اللجوء إلى اللجنة الأمنية لحزب الله» وفق ما روت، وأضافوا أن رفع البصمات من اختصاص الشرطة الجنائية، «لكن عناصر المخفر لم يبلغوا هذه الجهة بالحادث».
بعد مرور يومين على الحادث، لم يُحل الملف إلى شرطة الآداب كما وُعدت سارة، فتوجهت شقيقتها «إلى إحدى الجهات الأمنية لتحريك الموضوع ومعاينة المكان، ولم تكن تعرف أن البصمات تتلاشى معظم آثارها خلال 48 ساعة». حين لجأت لرفع دعوى لدى النيابة العامة في بعبدا قيل لها إن التوسع في التحقيق غير ممكن في المرحلة الحالية، لأن الملف لا يزال مفتوحاً لدى مخفر المريجة، ولم يُحل إلى محكمة بعبدا.
سارة ما زالت تعاني آثار الصدمة النفسية التي تعرضت لها، وفي الوقت عينه الملف ما زال «يراوح مكانه في المريجة»، وفق ما يروي مقربون منها.