طرابلس ــ فريد بو فرنسيسلم تهدأ لويزا مراد عن طرح الأسئلة على كل أستاذ تصادفه في مدرسة الروم المختلطة في طرابلس، حيث يتعلم ابنها (10سنوات): «ماذا فعلتم للوقاية من أنفلونزا الخنازير؟ وكيف سيعالج الأطفال في حال إصابة أحدهم؟» تطمئن لويزا نفسها: «من جهتي قمت بكل الإجراءات التي نصحونا بها من حيث النظافة العامة، وقد أعطيت ابني قنينة «ديتول» وأوصيته بتنظيف يديه عندما يلمس أي شيء، وألا يختلط خاصة بأصدقائه المصابين برشح». أسئلتها الكثيرة أثارت فضول الأهالي الذين كانوا يصطحبون أطفالهم، إما للتسجيل أو لتحضير الكتب. فهم قلقون وإن كانوا قد رضخوا للأمر الواقع، بإرسالهم أولادهم إلى المدرسة أسوة بغيرهم. وتقول الدكتورة أدليت عيناتي رئيسة قسم الأطفال في مستشفى النيني في طرابلس: «لا داعي للخوف أبداً من هذا المرض، وإن العلاج متوافر في لبنان إذا دعت الحاجة، وكذلك الفحوص الطبية لاكتشافه، إنه رشح عادي ولكنه بالطبع أقوى، وهو يؤثر على الأطفال أصحاب المناعة الضعيفة، أما الأطفال الكبار فهم يتخطونه ولا داعي أبداً للهلع». ونصحت الدكتورة عيناتي الأهل بإرسال أولادهم إلى المدرسة مع التشديد عليهم بالنسبة إلى النظافة: «على الأهل أن يعلّموا أولادهم كيفية غسل أيديهم جيداً ومرات عدة خلال النهار». ودعت مدراء المدارس إلى متابعة الصغار يومياً، وأن ينبهوا الأهل في حال وجود حرارة مرتفعة عند أي طفل أو بروز أي حالة غير عادية مثل وجع في العضلات أو سعلة متواصلة، وهو أمر يجب أن يعالج بسرعة عبر الكشف الدقيق.
ويشير مدير مدرسة دو لاسال (الفرير) في دده قضاء الكورة، سليم جريج، إلى أن الإدارة ألزمت الأهالي باصطحاب أطفالهم في اليوم الأول من العام الدراسي لإطلاعهم على الإرشادات والإجراءات العملية التي باشرت المدرسة بتنفيذها لتفادي أي إصابة، وهي تتركز عملياً عند الأطفال دون العشر سنوات حيث المناعة تكون عادة غير كافية، وقد نُبّه الأهل ألا يرسلوا أولادهم إلى المدرسة في حال وجود أي حرارة مرتفعة عند الطفل». وأشار جريج إلى «أن المدرسة استعانت بمرشدين صحيين ذوي خبرة لمراقبة الأطفال خلال فترة الدوام».
وشملت التدابير الوقائية الباصات المدرسية، حيث الاكتظاظ الطلابي والتماس المباشر بين الطلاب، ويقول الياس المقدسي وهو سائق باص خاص: «صحيح أن الفترة الزمنية داخل الباص قصيرة إلا أن الحذر واجب» وتحدث عن الإجراءات العملية التي قام بها «وتنظيف الباص وتعقيمه مرة في الأسبوع».