ريتا بولس شهوان«انتَ، دهان هون. انتِ، لفوق بيرجع لتحت». توزّع عليا حاجو، ابنة الأعوام الثلاثة والعشرين، إرشاداتها على الصبايا والشباب المتحلقين حولها يزيّنون برسوماتهم جدران بلدة منيارة في عكار، وتحديداً جدران شارع يمثّل ملتقى العشاق فيها، بعدما اختاروا موضوعاً يعاكس تاريخه: النميمة. فمن يرغب بين العشاق في مجتمع ريفي، إفساد «كزدورة» ليلية بأقاويل الجارة؟ هكذا كانت الألوان أشبه بختم من الشمع الأحمر على أسرار الأحباء. قد لا يفهم الصغار من المشاركين معنى «اللت»، لكنهم بالتأكيد يستمتعون بنشاط نظمته بلدية منيارة بالتعاون مع حاجو التي أتت من بيروت لتزيين مدخل «منارة الشمال». هناك، رسموا منقوشة الزعتر وفرناً قرميدياً، وصحن تبولة «مجبولاً» بالألوان.
عليا، التي تلتزم بحرية الريشة وتنأى عن الكلاسيكية في الرسم، مثّلت حافزاً لسمية، للمضي بحلمها في التخصص في الرسم، إذ تؤكد ابنة السبعة عشر عاماً بجدية: «مش رح روّح موهبتي». قوة النبرة في صوت سمية، ليست إلا ردًّا على توصيات أساتذة الرسم الذين يتابعونها في المدرسة ويشجعونها على تنمية موهبتها. أما عن تجربتها في المشروع، فقد أتاحت لها تطوير موهبتها كما تقول، مضيفة «لا أعرف كل تقنيات الرسم، لكنني أتعلم العديد منها يومياً من خلال هذا المشروع، فهو فرصة لأختبر قدراتي». خلال شهر أيلول، نقش أبناء البلدة في حجارة 14 حائطَ دعم، وكونوا فريقاً يعبّر اليوم عن استعداده تلبية طلبات أهل البلدة ودهن واجهات منازلهم، لمن يرغب منهم في ذلك.