بنت جبيل ــ داني الأمينيغلق سكّان بلدة شقرا نوافذهم، لمنع تسرّب الهواء الملوّث الناجم عن إحراق النفايات في المكب التابع لبلدة صفد البطّيخ المجاورة، والموجود منذ أكثر من عشر سنوات على التلّة المقابلة. وبحسب بلدية شقرا، فإن «المطالبات المتكرّرة لم تفلح بمنع أبناء بلدة صفد البطّيخ من رمي نفاياتهم في الجهة المطلّة على البلدة». ويقول أحد أهالي شقرا، أيمن العلي إن «روائح كريهة تتسرّب من المكبّ»، مضيفاً «منذ أيّام عدّة، ونتيجة لازدياد حجم النفايات، لجأ أبناء صفد إلى إشعال النيران داخل المكبّ، ما أدّى بفعل الهواء إلى وصول الدّخان الملوّث إلى كل منزل في شقرا، وذلك لأكثر من يومين». كما يشير العلي إلى أنّ «ابنة شقيقي أصبحت تعاني من حساسيّة مفرطة نتيجة تنشّق الهواء السّام». أما بالنسبة إلى محمد مرعي فهو يتذمر من عدم قدرته على «الجلوس خارج المنزل، لتنشّق
يضطرّ الأهالي إلى البقاء في الداخل وإقفال النوافذ برغم الحرّ
الهواء النظيف، فنضطرّ دائماً إلى البقاء في الداخل وإقفال النوافذ برغم الطقس الحارّ». تعمّم ظاهرة الروّائح السّامة المنبعثة من المكبّات، على أكثر من بلدة في قضاء بنت جبيل. هكذا، يشكو أبناء بلدتَي محيبيب وبليدا من الروائح الكريهة المنبعثة من معمل النفايات القريب القائم على أطراف بلدة شقرا. الشكوى نفسها يرددها أبناء بلدة تبنين من روائح مكبّ حاريص، البلدة المجاورة. ويقول الشرطي البلدي في شقرا حسّان نصّار «وصلتنا شكاوى عدّة من أبناء بلدة محيبيب نتيجة انبعاث الروّائح الكريهة من معمل نفايات شقرا القريب».
يبدو أنّ معالجة مشكلة النفايات في بعض البلدات من خلال إنشاء معامل الفرز، لم تكن حلاً للقضاء على التلوّث البيئي، وخصوصاً تلوّث الهواء الناجم عن النفايات. فجميع معامل النفايات التي أنشئت حديثاً في المنطقة هي متخصّصة بفرز النفايات فقط، وتعمل على تجميع المواد العضوية ومن ثمّ إحراقها، ما يؤدي إلى انبعاث الروّائح الكريهة في المنطقة القريبة منها.
وبعد شكاوى الأهالي من مكبّات النفايات في منطقتي بنت جبيل وصور، قامت الكتيبة الإيطالية في قوات اليونيفيل العاملة في قضاءي بنت جبيل وصور بدراسة وفحص 134 عيّنة أخذت من أمكنة عدّة وأجري عليها 168 تحليلاً مخبرياً. وبحسب مسؤول القسم البيئي في الكتيبة الإيطالية النقيب دايفيد تريماني فإنه «نتيجة فحص العيّنات المأخوذة من بلدات جنوبية عدة، منها بلدات: يانوح، طيردبا، البازورية، معركة، طورا، جنّاتا، معروب ودردغيا، وبعد تحليلها تبيّن عدم وجود مواد ملوّثة داخل التربة ومؤذية للصّحة العامة». يضيف تريماني أن «العديد من مكبّات النفايات أدّت إلى تلوّث الهواء، وخصوصاً عندما يتم إحراقها بالقرب من الأحياء السكنية».