صور ــ آمال خليلقبل أسبوعين تنادى عناصر الدفاع المدني في صور لمعرفة سبب أصوات الانفجارات الضخمة التي دوّت في أرجاء المدينة، وخصوصاً بعد تلقّيهم رسائل من المواطنين تفيد سماعهم «دوياً هائلاً». استنفر الفريق آلياته وسيارات الإسعاف وراح عناصره يتعقّبون مصدر الصوت ليكتشفوا في النهاية أنها ليست إلا «حفلة مفرقعات» ينظمها بعض الشبان على سطح إحدى البنايات. الأمر ذاته تكرّر مرات عدة خلال أيام قليلة في صور وبلداتها والسبب «مفرقعات».
منذ بداية موسم الصيف السياحي، تنام صور وتصحو على أصوات تلك المفرقعات، وخصوصاً مع كثافة تنظيم المهرجانات الترفيهية والأعراس وحفلات النجاح. لكن رغم ما تسبّبه من ذعر وقلق، فإن عناصر الأمن لم يتدخلوا حتى الآن مع أيّ من «المفرقعين»، علماً بأن وزارة البلديات كانت قد أرسلت مراراً تعميماً إلى رؤساء
ترعب أصوات المفرقعات المستوطنين وجنود العدو لظنّها حقيقية
البلديات لتوجيه شرطة البلدية نحو ضبط ما وصفته بالمخالفات وإزعاج المواطنين والتسبّب بإقلاق راحتهم.
لكن لموضة الألعاب النارية على «جبهة» البلدات الحدودية وقع آخر. حتى إن البعض يضعها في إطار «جو» الذكرى الثالثة لعدوان تموز والتهديدات الإسرائيلية التي يطلقها قادة العدو يوماً بعد يوم بتكرار العدوان. يقول الحاج علي سرور (65 عاماً) من بلدة عيتا الشعب إن «المفرقعات التي تدوّي باستمرار في الليل والنهار، بمناسبة أو بدونها كفيلة بأن تجعلنا نعيش في جو الحرب المزعومة منذ الآن». إنها «حرب الأصوات أو أصوات الحرب»، وصف يطلقه على الألعاب النارية، ذلك المقاتل القديم الذي عايش الاعتداءات الإسرائيلية منذ النكبة، لكنه لم يسمع «أصواتاً أقوى وأكثر إرعاباً من المفرقعات مقارنةً بالأسلحة الإسرائيلية». ويسجل دهشته من الناس الذين اعتادوا أصوات المدافع بل أدمنوها «لذا فإنهم باعتقاده» «يفرغون شحنات العنف التي راكموها بسبب حالة الحرب المستمرة منذ سنوات في المنطقة، فهم لم يعودوا يألفون الهدوء».
إلى جانب نظرية الحاج علي عن «الحرب بالمفرقعات»، يرى قاسم (19 عاماً) أن المفرقعات قد تمثّل «سلاحاً قوياً لتخويف العدو المرابض على بعد أمتار». فالشاب يعمل نادلاً في صالة أفراح حدودية، تقع قبالة موقعَي الراهب الإسرائيلي وخلّة وردة، وتشهد منذ بدء موسم الصيف حفلات يومية احتفالاً بعرس أو نجاح أو عيد ميلاد، تتوّج بوصلة من الألعاب النارية. ويؤكد قاسم أنه في البداية «كان المستوطنون والجنود الإسرائيليون يرتعبون من أصوات المفرقعات، ويظنونها تحركاً لرجال المقاومة، استناداً إلى ما نشهده من استنفار في المواقع ولدى جنود اليونيفيل الذين كانوا يستفسرون عن الأمر ويكثّفون دورياتهم حول الأماكن التي انطلقت منها أصوات الانفجارات».