صيدا ــ خالد الغربيكتل الدخان المتصاعدة من أنحاء مختلفة على ضفاف نهر الأوّلي لم تكن نتيجة حرائق اندلعت بسبب الحرارة المرتفعة، بل بسبب عجقة حفلات الشواء التي شهدها «الويك أند» الأخير قبل حلول شهر رمضان. فقد أحيا أبناء مدينة صيدا، كعادتهم، سيبانة (استبانة) رمضان، ممارسين تقليداً قديماً يقضي بالقيام برحلة برية أو نزهة طبيعية في يوم العطلة الأخير قبل حلول شهر الصوم. وهذا العام كانت الرحلة إلى أحراج الصنوبر في منطقة جزين، ومنطقة الكينايات في صيدا.
تقول ريان الزعتري، التي كانت تشكّ «أسياخ» اللحم: «علينا الاستعداد الجسدي والنفسي لاستقبال هذا الشهر الفضيل، وخصوصاً أنّ رمضان سيأتي هذا العام في عزّ الحر و«الشوب»، لكن الله أرحم الراحمين سيرحمنا بلطفه». يقطع كلامها استعجال شقيقها يونس، الذي يقود عملية الشواء «أسرعي، في انتظارنا بعد إعداد النراجيل والمرطبات والبطيخ».
كما عند النهر، كذلك شاطئ البحر الذي شهد إقبالاً كثيفاً. وكان لافتاً اكتظاظه بالسبّاحين والمتنزّهين على حد سواء، وخصوصاً مع اعتقاد كثيرين بأن السباحة خلال الصوم غير مستحبّة لأنها تُفطر «قد تتسرّب المياه أثناء السباحة إلى جوف الصائم» يقول محمد الدهني، أحد السبّاحين عند المسبح الشعبي في المدينة.
الاستعدادات لشهر رمضان تنسحب على المحالّ. في أحد محال بيع المواد الغذائية كانت تنطلق كلمات أنشودة دينية تدل على أهمية رمضان لدى المؤمنين. يقول صاحب المحل «الحمد لله هيدا الشهر بتتسوّق الناس». لكنه لا يلبث أن يعترف بأنه لا يراهن على حركة الناس العاديين، بل على مؤسسة تعمل في الحقل الاجتماعي اعتادت أن تأخذ كميات كبيرة منه خلال هذا الشهر لكي توزّعها على
المحتاجين.
وطالب المواطن محمود البتكجي بإضافة نوعين من الصوم: «صوم السياسيين عن الكلام وافتعال المشاكل لكي يرتاح الشعب، أما الصوم الثاني، فهو صوم الجيبة، لأن كل الذي ندّخره بيطير متل لمحة البصر نتيجة الغلاء الفاحش».
وفي بيروت، أقيم للمناسبة نفسها، فطور صباحي في مقر الرابطة الأهلية لأبناء الطريق الجديدة، تحدث فيه رئيس الرابطة راجي الحكيم، وقدّم ديب أبو شالا عرضاً مسرحياً منفرداً.