Strong>لم يعد «الفايس بوك» موقعاً عادياً، إذ بدأت تظهر حالات قرصنة، كان آخر ضحاياها وزير حالي، تعرض حسابه على الموقع للاختراق، فيما باتت لعبة البوكر على الموقع تهدد مؤسسة كازينو لبنان، التي طلبت من السلطات الأمنية التحرك السريع للحد من امتداد الظاهرةالفايس بوك مجدداً. ثمة تطور يحدث. أحب أحد الوزراء الحاليين الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، فعمد إلى تسجيل اسمه وبريده الإلكتروني، متبعاً جميع الطرق القانونية المطلوبة. لم يعتد اللبنانيون، أو على الأقل يعتقد أغلبهم، بأن الوزراء المحليين يسلكون طرقاً قانونية سليمة، وإن كان التعميم خاطئاً، لكن الصورة الشائعة عن الوزراء هنا أن معظم هؤلاء فوق القانون. لكن، ليس في الفايس بوك. تابع الوزير رحلته في الشبكة العنكبوتية، كأي مواطن عادي، يبحث عن حقه في المعرفة والتواصل. نسج علاقات صداقة إلكترونية، مع أشخاص حقيقيين في معظمهم. باغته أمر ما. فقد القدرة على الدخول الى حسابه. أُبلغ سريعاً من أصدقاء له أنهم تلقوا رسائل من حسابه الالكتروني على الفايس بوك. كانت الرسائل كارثية. نجح القراصنة في اختراق حسابه عبر طرق تقنية (اكتشاف IP Address). أرسلوا من حساب معالي الوزير الالكتروني، صوراً خلاعية، ووضعوا روابط الكترونية، تؤدي الى مواقع اباحية، وذلك على صفحته الخاصة. تدارك الوزير اللبناني الأمر فور معرفته بتعرض حسابه للقرصنة. أبلغ القوى الأمنية بذلك، وعملت وحدة مختصة في الشرطة القضائية، على اعادة الحساب إلى صاحبه، لكن ذلك لم يمحُ ما فعله القراصنة. في النهاية، كانت القرصنة حدثاً بشعاً. أشياء كثيرة تحدث هناك (راجع عدد «الأخبار» عدد الاثنين ١٥ حزيران ٢٠٠٩). مساحة هائلة من الحرية خالية من الرقابة، يتلقفها اللبناني المرهق من الأحداث اليومية. مقامرون صغار، لا تتعدى أعمارهم الثامنة عشرة، يمنحون من وقتهم حصة الأسد، للكازينو الافتراضي: «تكساس هولديم بوكر». لكن هناك مستجدات رسمية أيضاً، فقد علمت «الأخبار» من مسؤول أمني رفيع، أن ادارة كازينو لبنان، المؤسسة الوحيدة المرخص لها في لبنان باحتضان المقامرين، رفعت كتاباً الى الشرطة القضائية، في قوى الأمن الداخلي، طلبت بموجبه تدارك خطورة الكازينو الافتراضي على الانترنت، ومنع تفاقم هذه الظاهرة. ووفقاً للمسؤول الأمني، فإن الكتاب الموجه للقوى الأمنية، على درجة عالية من الجدية، وأن كازينو لبنان يشهد تقلصاً حقيقياً في عدد زائريه، والسبب؟ تكساس هولديم بوكر. وحول اعتبار ممارسة اللعبة على الانترنت غير شرعية، أكد المسؤول الأمني أنه تبعاً للقوانين اللبنانية، فإن الكازينو هو المكان الوحيد الذي يُسمح فيه بالمقامرة، لكنه وفي السياق عينه، رفض أي حديث عن منع المواطنين من ممارسة اللعبة، مؤكداً «أن الأمر غير ممكنٍ في الأساس». وانطلق المسؤول هنا ليؤكد أن ثمة عمليات سرقة تحدث، عبر استغلال بعض قراصنة الانترنت لهذه اللعبة. وفي الإطار ذاته، كما يؤكد مسؤولون أمنيون، أن مكافحة التعديات الناتجة من هذه الظاهرة، تحتاج الى قرار من السلطات القضائية المختصة، لكون القوى الأمنية هي أداة تنفيذية، وحتى الآن لم يصدر أي قرار قضائي بمكافحة هذه الظاهرة، اذ يصعب ضبطها والسيطرة عليها: الانترنت في كل منزل، وممكنة لكل مواطن. ومن هذا المنطلق، رأى المسؤول الأمني ضرورة محاربة هذه الظاهرة الخطيرة، التي تحولت من وسيلة تسلية مسموحة ضمن الحدود المعقولة، الى هوس يسبب مخالفات جنائية، طالباً مساعدة الإعلام، من دون أن يفوته أن أي خلل جنائي، ينتج بسبب عمل ما، حتى ولو كانت بدايته افتراضية، سيؤدي بصاحبه الى الملاحقة القانونية.
(الأخبار)


سرقة بملء إرادة الضحية