لفتت متابعة تقارير أمنية في الفترة الأخيرة إلى تعرّض كنيستين في بلدة حصارات في جبيل للسرقة، صندوق النذورات كان هدف اللصوص. القضية تشغل أبناء القرية، وكاهن الرعية لا يريد تضخيمها
جوانا عازار
خلال مدّة لا تتجاوز العشرة أيّام، سُرقت كنيستان في بلدة حصارات قضاء جبيل. استغل الفاعلون ضعف الرقابة الأمنية، واستباحوا دور العبادة.
بدايةً استُهدفت كنيسة مار يوحنا، وهي كنيسة الرعيّة في البلدة، أما الكنيسة الثانية التي سُرقت، فهي أيضاً كنيسة مار يوحنّا، لكنها تابعة لوقفيّة آل حويّك.
تحدث عضو لجنة الوقف في رعيّة مار يوحنّا، حنّا سعادة، لـ «لأخبار»، قائلاً إنّ مجهولين أقدموا أوائل الشهر الجاري، بواسطة الكسر والخلع، على سرقة صندوق للنذورات في كنيسة مار يوحنا في بلدة حصارات، وقد قدّرت المبالغ المسروقة بنحو 500 ألف ليرة لبنانية. ادّعى حينها وكيل وقف مار يوحنا في البلدة، أمام مخفر جبيل على مجهول بالسرقة. كان الحدث مفاجئاً في البداية، إذ لم يكن متوقعاً أن تطارد يد السطو صندوق النذورات. أمّا في ما يتعلّق بالكنيسة الأخرى، فقد لفت سعادة إلى أنّ السارقين لم يخلعوا بابها الرئيسي، بل استخدموا الدرج الذي يوصل إليها من السطح، وبالتالي أظهروا أنّهم على دراية بالكنيسة وسبل الدخول إليها.
قوى الأمن تُجري التحقيقات للقبض على الجناة في أسرع وقت
السارقون خططوا بعناية، وسرقوا صندوقي نذورات بواسطة الخلع، وفيهما مبلغ قدّر بنحو 400 ألف ليرة لبنانيّة، إضافة إلى خلع جارور في الكنيسة فيه مبلغ قدّر بنحو 300 ألف ليرة لبنانيّة، وذلك بعد أقلّ من عشرة أيّام على سرقة الكنيسة الأولى. تواصل المسلسل إذاً. الكنائس في جبيل باتت هدفاً سهلاً. أما، عن أسباب السرقة، فقال سعادة إنّها «تبقى في ذهن السارق وبالتالي لا يمكن التكهّن بها».
إثر هاتين الحادثتين تقدمت لجنة الوقف بدعوى ضدّ مجهول أمام القوى الأمنيّة المختصّة، ولم يُقبض حتّى الآن على أيّ مشتبه به. وفي المحصّلة فقد خسرت الكنيسة النذورات، وكُسرت أبوابها، وتعرّضت للخلع.
أعرب كاهن الرعيّة الأب بيار خوري عن استغرابه الشديد لوقوع عمليتي السرقة خلال مدّة قصيرة وفي بلدة واحدة، واضعاً الموضوع في عهدة القضاء وقوى الأمن، مفضّلاً عدم تضخيم الموضوع كي لا يؤثّر ذلك في البلدة وأبنائها، ولكي نجنّبهم البلبلة وكثرة التأويلات والتحليلات. وقد رفض الأب إعطاء الموضوع أي أبعاد سياسية أو طائفية، كان موقفه لافتاً في هذا الإطار. لم يرغب خوري في اتهام أيّ شخص لكنه لم يُخفِ استياءه. عبّر عن أمله بألّا تتكرّر السرقات في البلدة، ولا سيما أن الأديرة فيها كثيرة، وذلك حتى «لا يشعر أهلها بأنّهم مستهدفون في عقر دارهم وكنائسهم، وبأنّهم مراقبون بعناية من أعين السارقين».
مسؤول أمنيّ تحدّث لـ «الأخبار» مشيراً إلى أنّ القوى الأمنيّة تُجري التحقيقات اللازمة للقبض على الجناة في أسرع وقت ممكن، ولكنه لم يلفت إلى أنه عُثر على أي خيط يمكن أن يوصل إليهم. وقال من ناحية ثانية، إنّه لم تقع حوادث مماثلة في قضاء جبيل إذا ما تابعنا الإحصاءات ابتداءً من سنة 2009، وبالتالي فإنها العملية الأولى التي تستهدف كنيسة في جبيل هذا العام، وإن شملت كنيستين في البلدة عينها. وعن مراقبة الكنائس ودور العبادة، قال المسؤول إنّ القوى الأمنيّة تُجري عمليات مراقبة تشمل كلّ الأماكن دون تمييز، وبالتالي فإن الدوريّات تسيّر في مدينة جبيل وفي القضاء كله. وأكد «أن القوى الأمنيّة تسهر على حماية المواطنين، دون أن يكون لعناصرها وجود مباشر ودائم أمام دور العبادة».
تجدر الإشارة أخيراً إلى أن تقارير أمنية لفتت أخيراً إلى أن مخفر مشتى حسن يعقوب إبراهيم في عكار، تلقى شكوى جاء فيها أن مجهولاً، في تاريخ غير معروف، دخل كنيسة سيدة الروم الأرثوذكس في البلدة، وعمل على خلع صندوق النذورات، وسرق محتوياته. ولم تُقدّر قيمة المسروقات.