حرية وشفافية في تونسنشرت جريدة «الأخبار» الصادرة بتاريخ الثلاثاء 18 آب 2009 (العدد 898) مقالاً تحت عنوان: «...واحتوت السلطة التونسية نقابة الصحافيين» بقلم السيد سفيان الشورابي.
وعملاً بحق الرد المكفول قانوناً، الرجاء منكم التفضّل بنشر التوضيحات الآتية:
من حق كاتب المقال التعبير عن رأيه في خصوص المؤتمر الاستثنائي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، المنعقد أخيراً في تونس، إلا أنه ليس من حقه مغالطة قرّائكم الأفاضل... فقد انعقد المؤتمر في إطار من الحرية والشفافية، وتمت تغطيته من طرف وسائل الإعلام الأجنبية وبحضور الأمين العام لاتحاد الصحافيين العرب، ونقيب الصحافيين المصريين، ونائب رئيس الفدرالية الدولية للصحافيين، والأمين العام للنقابة الوطنية للصحافيين في المغرب، وبمشاركة الأغلبية الساحقة للقاعدة الصحافية (500 صحافي).
وقد أشاد الأمين العام لاتحاد الصحافيين العرب بشرعية المؤتمر بالنظر إلى الحضور المكثف من قبل الصحافيين «الذين اختاروا لمّ شمل نقابتهم لتكون نقابة قوية تحمي وحدة الصحافيين». وفي خصوص الأزمة الداخلية التي شهدتها النقابة، قال نائب رئيس الفدرالية الدولية للصحافيين إن الأمر يتعلق بـ«تحديات عادية وطبيعية في حياة كل المنظمات الدولية»، مؤكداً أن «الشرعية أمر داخلي تكتسب باحترام رأي الأغلبية».
هذه الشهادات الصادرة عن نقابات دولية تتمتع بدرجة عالية من الصدقية، واكبت أشغال المؤتمر وأقرّت بشرعيته وشفافيته، تغنينا عن الرد على اتهامات كاتب المقال بكون السلطة التونسية قامت بـ«حملة منظّمة لزعزعة واحتواء النقابة»، وهي ادّعاءات فنّدتها الوقائع ولم تنطلِ على أحد. فقد دأبت السلطة في تونس على عدم التدخل في أي خلافات داخلية قد تحدث داخل بعض الجمعيات أو النقابات، كما كان الشأن بالنسبة إلى المكتب التنفيذي السابق للنقابة، وهو الخلاف الذي حسم بالرجوع إلى الشرعية. ويتجه التذكير في هذا السياق بأن النقيب الجديد تم انتخابه بإجماع المؤتمرين، بمَن فيهم الصحافيون العاملون في صحف مستقلة ومعارضة، كما تمت إعادة انتخاب أربعة من أعضاء المكتب المنحل.
أما خاتمة المقال بأن «النظام التونسي نجح في نهاية المطاف في احتواء الهيكل المدني الوحيد الذي ظل مستقلاً عنه، تأكيداً لطابعه الديكتاتوري»، فإن هذه الأسطوانة الممجوجة... لا تقنع أحداً. فالمجتمع المدني التونسي بجميع مكوّناته يعدّ من أكثر المجتمعات المدنية في العالم العربي حيوية واستقلالية... كما أن نقابة الصحافيين، شأنها شأن بقية النقابات والمنظمات والجمعيات، لا تخضع لأية وصاية كانت.
المكتب الإعلامي لسفارة تونس في بيروت