أمضى أكثر من 150 طفلاً وطفلة أسبوعاً في مخيم كشفي نظمه اتحاد الشباب الديموقراطي، وتحوّل، بعيداً عن الانقسامات الطائفية، إلى وطن توافقي صغير
البقاع ــ عفيف دياب
أنهى اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني ــــ فوج الكشاف، مخيمه المركزي السنوي الذي أقيم قرب نبع شتورة من الفترة الممتدة من 18 إلى 24 الجاري وشارك فيه 150 طفلاً من عمر 5 إلى 15عاماً من مختلف المناطق اللبنانية، «لا سيما من الجنوب والشمال ومنطقة إقليم الخروب، إضافة إلى بعض الأطفال من ذوي الحاجات الخاصة»، كما يقول المشرف العام على المخيم، محمد الخطيب، شارحاً كيف أمضى الأطفال أياماً في عقد ورش حوارية عن العمل الكشفي والعمل التطوعي وأهميتهما في بناء المجتمع.
يعبّر الكندي من أصل لبناني مايكل قازن (15عاماً)، الذي يشارك للمرة الأولى في مخيم كشفي في لبنان، عن فرحه قائلاً: «عقدت صداقات مميزة مع عدد من المشاركين وتعرفت أكثر على لبنان، فازداد حبي له»، وخصوصاً أن «الناس هنا في المخيم لا يحكون عن الطائفية كما يفعل اللبنانيون عادة». ويضيف شقيقه إبراهيم (13 عاماً) إنه يزور لبنان لتمضية عطلة الصيف مع أهله هنا و«قد وجدت أن التعرف على أصدقاء من كل لبنان فرصة تحمسني على
كل خيمة هي نموذج مصغر عن كيف يكون الوطن الحقيقي
المواظبة على زيارة وطني الذي أحبه». أما جواد جمال الدين (5 أعوام)، فقد أبدى استعداده للمشاركة في أعمال المخيم العام المقبل لأنه «كنت كتير مبسوط، وتعرفت على أولاد مثلي من الجنوب» كما يقول، فيما وصف أحمد المعوش (10 أعوام) مشاركته «بالحلوي كتير، حكينا بالمخيم عن لبنان وكيف لازم نبنيه»، مضيفاً أنه «أصبح عندي أصدقاء من البقاع والجنوب، واتفقنا على الاتصال الدائم والمشاركة في المخيم العام المقبل»، مؤكداً أن «الطائفية في لبنان هي التي خربت البلد، ولازم نطلع منها». أما ليلى الخطيب (14 عاماً) فقد وجدت في مخيم اتحاد الشباب «مناسبة لا تعوض لألتقي مع صديقات من بقية المناطق» موضحة أنها تواظب على المشاركة في مخيمات كهذه لأن «الذين يجتمعون بعيداً عن طوائفهم ومذاهبهم أصبحوا أقلية في لبنان، ومخيم اتحاد الشباب مناسبة لنا لكي نبقى نلتقي ونتواصل ونتحاور في شأن هموم وطننا وما نعانيه كشباب نريد أن نبقى في هذا البلد».
مخيم كشافة الاتحاد في شتورة، انقسم إلى قسمين، يشرح محمد الخطيب تفاصيلهما قائلاً: «مشروعنا الأساس تركز على أهمية دمج الأطفال في ما بينهم بعيداً عن الميول الطائفية والمذهبية التي يعيشونها في قراهم وبلداتهم، من خلال ورش الحوار التي نظمناها داخل كل خيمة على حدة، إذ إننا أردنا أن تكون كل خيمة نموذجاً مصغراً عن كيف يجب أن يكون الوطن الحقيقي، وقد فوجئنا بمدى وعي الأطفال المشاركين ومعرفتهم بمخاطر الانقسامات اللبنانية التي تهدم الوطن ولا تبنيه».
أما مازن ليون، أحد الناشطين في تنظيم المخيم، فيلفت إلى أن المشاركة الفعالة للأطفال في القيام بأعمال تطوعية، من تنظيم المأكل والمشرب والنظافة العامة في ما بينهم قد «أعطت نموذجاً مهماً عن أهمية تربية أطفالنا على البناء لا على الهدم أو الانقسام»، ليختم قائلاً: «استطعنا في أيام قليلة أن نزرع في أطفالنا المشاركين أهمية حب الوطن وبناءه على أسس وطنية لا طائفية، وقد فتح لنا المخيم أبواباً مهمة عن أهمية مساعدة أطفالنا على تجاوز ما يسمى الانقسامات الطائفية».
وكانت أعمال المخيم قد تضمنت أنشطة فنية وثقافية وعروضاً مسرحية وألعاباً وتمرينات كشفية.