strong>ريتا بولس شهوانلا تشبه مايا زنكول سوى نفسها. حين تشرد بعيداً وتظل حدقتا عينيها تتحركان بخفة وحماسة، تدفعك وأنت جالس قبالتها إلى التساؤل: «ترى بماذا تفكر الآن؟»، هل تركّب مشهداً كارتونياً ساخراً جديداً؟ هل جاءتها فجأة فكرة رسم كاريكاتوري جديد لا تحتمل التأجيل، فقبضت عليها بخيالها قبل أن تفلت منها؟ ربما لفت انتباهها حوار الزوج وزوجته الدائر على مقربة منها في ذاك المقهى، وهما يتجادلان بشأن مصروف البيت: «خمسئة دولار حق سكربينة؟»، أم جذبتها الأجساد العارية المرسومة على لائحة الطعام في ذاك المطعم. فهي شكل تسويقي غريب ومستهجن. بالتاكيد سترسمها بقلم ساخر، تماماً كما سبق أن رسمت تلك اللوحة الإعلانية عن راقصات المعلقة على طريق الضبيه ــــ بيروت. مجموعة من الأسئلة تتبادر إلى الذهن أمام مايا زنكول، (23 عاماً)، صاحبة المدونة الإلكترونية المتميزة بالرسومات الكرتونية ذات الطابع الساخر. لا تكتفي مايا بالرسم والسخرية من الآخرين، بل إنها مزجت نفسها بالألوان، واتخذت من نفسها مادة، إذ أعطت الدور الرئيسي في الكتاب الذي نشرته أخيراً، وفي مدوّنتها كذلك، لـ«مايا الكرتونية»، التي تتناول مكدّرات الحياة اليومية بتهكم، هرباً من الشعور بالغضب، فتحوّله إلى مشهد ضاحك. لم تعتقد متخرجة جامعة سيدة اللويزة، التي تخصّصت في مادة التصميم الغرافيكي، أن تشجيع أحد أساتذتها الجامعيين لها بمتابعة هذا الأسلوب في الرسم سيعطي مفعوله يوماً ما. وكانت مايا قد بدأت بذلك الأسلوب حين رسمت سلسلة من الرسومات تعبّر عن نقمة الشباب اللبناني على الواقع الاجتماعي، ركّزت فيها على هوس الفتيات بالمظاهر وحب الرجال المفرط للمال. انتشر الموقع بين الأصدقاء، تكثف التشجيع «من واحد لواحد صاروا الكل يعرفو فيّ»، كما تقول مايا، فكان قرار إصدار كتاب كلّف 2500 دولار و«ما بيطلّع حقو»، كما تقول الصبية.
في «أمالاجام» تجسّد مايا الكرتونية شخصيتين. الأولى مغتربة عاشت معظم حياتها في السعودية، أما الثانية، فهي فتاة لبنانية تعمل 14 ساعة في اليوم. كتاب لم تنل منه مايا سوى ربح معنوي، إذ إن إصداره قد أدخلها في دوامة دور النشر: 11 منها رفضت طبع الكتاب، فأصدرته بنفسها، ليقتطع الموزعون أكثر من نصف سعره مقابل التوزيع.
http://mayazankoul.wordpress.com