طرابلس ــ عبد الكافي الصمدفي اليوم الأول من شهر رمضان سلّم الشاب عبد الرحيم عثماني، كعادته عند حلول شهر الصوم من كلّ عام، كلّ ما يتعلق بعمله كموزع للبضائع لدى إحدى الشركات الخاصة، من أجل «الراحة والتفرغ للعبادة، لأنّنا نعمل طيلة أيام السنة بلا توقف، ويستحق منا هذا الشهر المبارك أن نتفرغ له قليلاً». ويشرح عثماني تفاصيل أيام رمضان عنده بأنّها «تبدأ بأداء صلاة الفجر في المسجد وقراءة القرآن والكتب الدينية وزيارة الأقارب، فضلاً عن الاعتكاف في مسجد طينال في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان». هكذا يمثّل عبد الرحيم جزءاً من الشباب الذي يتفرغ للدين في الشهر الفضيل.
لا نزال نطارد الصبايا لكن بوتيرة أخف
وظاهرة الالتزام الديني في طرابلس خلال شهر رمضان ليست غريبة، وإن كانت «تغيرت شكلاً ومضموناً»، وفقاً للشاب فيصل العلي المغترب الذي يزور مدينته حالياً. إذ يوضح أنّها «قبل الحرب كانت أفضل، فالذين يفطرون علناً كانوا قلة، والالتزام الديني فيها كان فطرياً». يتوقف العلي عند ظاهرة مطاعم الإفطار الجماعية فيعتبرها «تدل على تراجع التماسك الاجتماعي في طرابلس، واستغلال سياسيين لفقر أبنائها». ويشير الشاب إلى أنّ «الطرابلسيين كانوا يوزعون على بعضهم ما يطبخون من طعام، وهي عادة تراجعت كثيراً، كما أن إطعام الفقراء والمحتاجين وعابري السبيل كان يحصل سراً».
إلى جانب هذين الموقفين، يبرز موقف شبان تحول رمضان عندهم فرصة لعيش أيامه «وفق نمط مختلف يريحنا» كما يقول أيمن المصري الذي يكشف أنّ «تمضية فترة بعد الإفطار في قهوة موسى لشرب الأراكيل والعصير وأكل الكعك ومشاهدة المسلسلات التلفزيونية، فرض لا بد منه. إلى جانب ذلك لا يفوت أيمن «كزدورة» ما بعد منتصف الليل حتى السحور إما على كورنيش الميناء أو ارتياد المقاهي «المودرن».
وفيما يلفت أحمد علم الدين، صديق أيمن، إلى أنّ «مطاردة الصبايا في رمضان أمر لا نزال نمارسه وإن بوتيرة أخف، إذ بتنا لا نذهب إلى البحر كثيراً»، يشير إلى أنّ «صديقاً لنا لم يغير عادته انطلاقاً من مثل يقول: بعد العشاء افعل ما تشاء»!