البداوي ــ عبد الكافي الصمدأسهم مضي أكثر من سنتين على الحوادث الدامية التي شهدها مخيم نهر البارد بعد اشتباكات الجيش اللبناني وتنظيم «فتح الإسلام» هناك في شهر أيار من عام 2007، ودمار المخيم الرهيب، وبالتالي نزوح نحو 35 ألف نسمة من سكانه إلى مخيم البداوي وجواره، وإلى مخيمات ومناطق لبنانية أخرى، في ظهور لجان وهيئات تدعو إلى تسهيل عودة النازحين إلى منازلهم، وخصوصاً مع تكاثر العراقيل في طريق إعادة الإعمار. وتطالب جهات لبنانية وعربية ودولية بتمويل إعادة إعمار المخيم، وخصوصاً الجزء القديم منه، الذي تحول ركاماً وسُوّي بالأرض، والذي ما زال مصنفاً منطقة عسكرية، مسيجة وموجودة تحت سلطة الجيش اللبناني.
آخر هذه الظواهر برز يوم أمس في مخيم البداوي، عندما تنادى عدد من الشخصيات بدعوة من الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، إلى عقد اجتماع أُلّفت على أثره لجنة متابعة في المخيم، من أجل «الاهتمام بأحوال النازحين وإطلاعهم على آخر التطورات المتعلقة بمخيمهم»، على حد تعبير مسؤول الجبهة في المخيم عاطف خليل.
ليس الهدف تجاوز أحد وهناك لجنة مماثلة في البارد
بعض المعنيين بملف مخيم نهر البارد اعتبر تأليف هذه اللجنة مجرد «بالون إعلامي»، لأنها «ولدت بلا أي غطاء سياسي لها من الفصائل الفلسطينية، أو شعبي من أهالي مخيم نهر البارد» وأنه «لا صلاحيات لها لممارسة الدور الذي تصدت للإعلان عنه، لأن هناك لجنة مركزية تألّفت في بيروت من فصائل منظمة التحرير وفصائل قوى التحالف برئاسة مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال، وأن أي لجنة غيرها ستكون لزوم ما لا يلزم».
لكن خليل، وهو أحد أعضاء هذه اللجنة، أوضح لـ«الأخبار» أن «الهدف من تأليفها، ليس تجاوز أحد أو أخذ دوره، بل وجدت لمتابعة أهالي مخيم نهر البارد ودعمهم، ووضع آلية عمل للتحرك داخل مخيم البداوي فقط، لأن هناك لجنة مماثلة في مخيم نهر البارد تحت اسم «هيئة مناصرة البارد»، راداً على من يقول إن اللجنة أحادية التمثيل بأنها «تضم ممثلين عن كل الأطياف والفصائل والقوى في مخيم البداوي».
ورأى خليل أن اللجنة باعتبارها «قريبة من أرض الواقع في مخيم البداوي أكثر من غيرها، ستنسق عملها مع لجنة مخيم نهر البارد في كل المواضيع»، معتبراً أن «تعدد اللجان والتحركات الهدف منه الضغط على الجهات المعنية من أجل وضع حد لمأساة النازحين، وللبدء بإعمار المخيم بعد البطء والتلكؤ في هذا المجال».
وأشار خليل إلى أن لجنة المتابعة ستعقد اجتماعها الأول اليوم (السبت) «لاتخاذ خطوات عملية لتحركاتنا، التي ستبدأ بالاعتصامات واللقاءات مع المسؤوليين اللبنانيين والفلسطينيين، وهناك توجه لأن ننفذ اعتصاماً جماهيرياً كبيراً يوم الجمعة المقبل».
وتحدّث في اجتماع أمس فيه عضو اللجنة المركزية للجبهة الديموقراطية، أركان بدر، وألقيت فيه مداخلات ركزت على «ضرورة استئناف التحركات الضاغطة لتعجيل عملية الإعمار»، وطالبت الفصائل الفلسطينية في الشمال ولبنان «بتحمل مسؤوليتها تجاه أبناء مخيم نهر البارد».