راجانا حميةكان يُفترض أن يكون لقاء فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، أمام مسجد الإمام علي، للتضامن مع أحد عشر ألف أسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي. لكن الظهور المفاجئ لأمين سر حركة فتح في لبنان سلطان أبوالعينين عدّل قليلاً في النشاط. فبدلاً من أن يكمل الفلسطينيون المشاركون في مسيرة الوفاء للأسرى التي حضروا لأجلها، انشغل بعضهم بتنظيم اللقاءات الإعلامية لـ«أبو رياض» ومعاونه خالد عارف (أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في الجنوب)، فيما انشغل البعض الآخر بالتقاط صور تذكارية للقياديين. هكذا تحوّل يوم التضامن مع الأسرى يوماً لأبو رياض. أرزّ وقبلات وتهييص وصور تذكارية مع «القيادة». قبل أن يظهر أبو رياض وسط الحشد، كان اللقاء أشبه بغيره من اللقاءات التضامنية مع الأسرى. مشاركون يحتلون الأرصفة بانتظار الانطلاق تجمعهم أعلام فلسطين والكوفية وصور الرئيس ياسر عرفات والأسرى (الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات والقيادي مروان البرغوثي) وتميّزهم ألوان القبعات التي تدل على انتماء كل واحد منهم. وحول الحشد الذي بدأ يكبر أكثر فأكثر مع اقتراب موعد سير التظاهرة نحو مقبرة شهداء شاتيلا، تجمهرت القوى الأمنية، فيما عملت آليات الجيش اللبناني على تسيير بعض الدوريات. في ذلك الوقت، كان عارف يجري الترتيبات اللازمة لخروج أبو رياض من صلاة الجمعة. وبين الفينة والأخرى كان يسرق بعض اللحظات للإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام، والتي تمحورت في معظمها حول نقطتين «أولاهما التضامن مع الأسرى في السجون الإسرائيلية، وثانيتهما الدعوة إلى توحيد الصف الفلسطيني ومطالبة الإخوة في الداخل بإطلاق إخوانهم من سجونهم». تصريحان، ثلاثة، أربعة، أطل أبو رياض. علا التصفيق، رمى خالد عارف بكوفيته إلى القائد، وعاد إلى تنظيم المسيرة لإفساح الطريق أمام قيادة الصف الأول من المسيرة. انطلقت المسيرة، مشى أطفال كشافة فتح وسار خلفهم حاملو الرايات والشعارات ومن بعدهم الرسميون. وطيلة فترة المسيرة كانت الكاميرات مصوّبة نحو أبو رياض، حتى بدا كأنه النجم، إلى أن وصل المشاركون إلى مدخل مقبرة الشهداء. هناك، ما عاد أبو رياض النجم، حلّ الأسرى وفلسطين مكانه. وهكذا، توالى على الكلام ممثلون عن مؤتمر الأحزاب العربية واللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والحملة الأهلية لنصرة فلسطين والعراق و.. عاد أبورياض ليقول كلمة الختام: "لا شروط للمفاوضات مع الصهاينة إلا بتحرير الآلاف القابعين في سجونها واحترام ثوابتنا الوطنية، وتعزيز الوحدة الفلسطينية أيضاً».