«إن تأخير محاكمة الإسلاميين يعود إلى عدم وجود قاعة في سجن رومية تتسع لهم ولذويهم وللمحامين في الوقت نفسه، وهذا أمر غير مقبول»، قال وزير العدل إبراهيم نجار، مشيراً إلى أنه طالب بعد توصية من هيئة الحوار الوطني بتجزئة المحاكمة وإجرائها على دفعات، داعياً إلى «خصخصة السجون وتوفير المال لبناء سجون جديدة».كلام نجار جاء على هامش محاضرة ألقاها بدعوة من «مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية» بعنوان «أن تكون وزيراً للعدل في لبنان».
وأثار نجار موضوع الشغور المستمر في التفتيش القضائي ورئاسة هيئة التشريع والاستشارات، وقال إنه «يعود إلى قدرة بعض الجهات السياسية على التعطيل». غير أن وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال تفاخر بـ«إعادة السكة على الصراط المستقيم، والاعوجاج سيصحح تدريجاً»، متمنياً «أن يكون نداؤه الذي أطلقه أكثر من مرة، والداعي إلى رفع يد السياسة عن القضاء، قد وصل إلى المعنيين».
حضر المحاضرة رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان والمدير العام لوزارة العدل القاضي عمر الناطور ورئيس هيئة القضايا القاضي مروان كركبي ومدير معهد الدروس القضائية القاضي سامي منصور ونقيب المحامين رمزي جريج وعدد من أعضاء مجلس القضاء الأعلى، وقضاة لشخصيات سياسية.
في موضوع تعجيل أعمال المحاكم، قال نجار «إن قانون أصول المحاكمات المدنية جيد، لكن اللبناني صار مبتدعاً في فن المماطلة، لذلك دعوت القضاة إلى أن يحزموا أمرهم، فلا تستغرق كل محاكمة أكثر من سنة ونصف سنة». وشرح الخطوات التي اتخذها في وزارة العدل لإصلاح القضاء وتحديثه، فقال إنه عمد إلى إنجاز التشكيلات القضائية في موازاة إجراء مباريات لتعيين قضاة جدد، ما رفع عدد القضاة اليوم من 375 قاضياً إلى أكثر من 502، إضافة إلى القضاة الذين التحقوا أخيراً بمعهد الدروس القضائية. ولفت إلى تخصيص مبنى جديد لهذا المعهد. أما بشأن مشروع تعديل المادة 108 لتحديد مهلة التوقيف الاحتياطي، فأوضح الوزير نجار «أن مجلس الوزراء لم يبتّه، بعدما ارتأت وزارة الدفاع وجوب ترك مهلة التوقيف الاحتياطي مفتوحة في بعض الأمور التي تهدد الأمن القومي».
وتناول أوضاع السجون في لبنان، وقال إنها «تمثّل عيباً فاضحاً. فمن أصل 4500 سجين في سجن رومية، هناك نحو 60 في المئة منهم مسجونون احتياطياً».
ووصف إطلاق الرصاص في الهواء ابتهاجاً بأنه «آفة لا تليق بالمجتمع وثقافته»، داعياً القوى الأمنية إلى «تسليم القضاء شخصاً واحداً على الأقل ليُحاكَم ويكون عبرة لمن يعتبر».