القبيات ـــ روبير عبد اللهكان بالإمكان رصد عيّنات من كل تلك الحالات، فهي موجودة ومتعددة، ويمكن استحضارها بسرعة لافتة، بل كثيراً ما يحكى باستهجان أو استخفاف عمّا يمكن تسميته بالزواج المدبر مسبقاً وادعاء «الخطيفة» بموافقة الأم غالباً، وتواطؤ الأب أو الإخوة في أحيان كثيرة. لكن رصداً من هذا القبيل يسيء إلى سمعة الناس، كما قد يسيء إلى والدَي العروس رويدة اللذين لم يرغبا في إعلان الموافقة على زواج ابنتهما المختلط (تزوجت مدنياً) بطريقة استعراضية، تجافي القيم الاجتماعية والضوابط والسائدة. فكل همهم كان عدم خداع النفس، فاستحقوا الثناء والتقدير عندما احتفلوا علناً بهذا الزواج المختلط في مرحلة بلغ فيها الحشد الطائفي والمذهبي ذروته، ولم ينفع معه انشطار المسيحيين في تحالفاتهم المستجدة مع سُنّة المسلمين وشيعتهم، حيث إن تلك المستجدات لم تنعكس تحريكاً للمستنقع الراكد على رواسب لا تزال تحول دون إلغاء النظرة إلى الآخر من الطائفة المختلفة باعتباره من «جنس عاطل».