أنا داخل حفرة عميقة. لا أستطيع رؤية الضوء إلّا خافتاً من أعلى. تقف هي أمامي مبتسمة في زي راهبة. أخشى أن أقبّلها؛ لا أعرف لماذا قررت أن تصير راهبة دون أن تخبرني. لو أنها كانت أخبرتني، هل كنت سأثنيها عن الاختيار؟ أم أن حبي لها كان سيصير أكثر تحرّراً وتفهّماً؟ تبتسم هي ولكنها لا تتكلم.
وأنا داخل الحفرة أصارع كلَّ شيء: الظلام والنور الخافت وهي وابتسامتها
ووحدتي!
لا ينتهي الصراع، حتى تفتح شفتاها: «ولماذا لا تصير راهباً مثلي؟».
■ ■ ■
بالأمس قابلتُ إلهاً في حانة قديمة. كان يبدو منهكاً بعد يوم من العمل.
سألته كيف صار إلهاً، فأخبرني أنّه لم يعرف من قبل وظيفة غير هذه؛ وأنّه كان يتمنى لو يعمل شيئاً آخر أحياناً كثيرة.
قلتُ له إنّني كثيراً ما تمنيتُ أن أصيرَ إلهاً لكنّه ابتسم في سخرية وسألني: «فلماذا إذاً لم تأكل من الشجرة المحرّمة؟».
قلت إنّني لم أعرف يوماً أين هي وإنّني لو كنتُ أعرف مكانها لما تردّدتُ في الأكل
لحظة.
أعطاني رسماً لمكان الشجرة وزجاجة ماء وأمنياتٍ طيبة. شكرته وأنا حانقٌ عليه وعلى الآلهة جميعاً. لماذا وَجب أن آكلَ من الشجرة كي أصيرَ إلهاً؟ ألم توجد الآلهة من دون أن تتذوقها؟ أم أن للآلهة شجرةً محرّمة أكلت منها قبل أن تخلقنا؟
مدونة: http://www.africano.manalaa.net/