رضوان مرتضى«أريد أن أتعلّم الرقص الشرقي» تُطلق المرأة هذه العبارة بلغةٍ فرنسية متقنة. شكلها ولكنتها يؤكّدان أنها ليست لبنانية. تتحسّس يداها الإشاربات المرصوفة بعناية في زوايا المتجر، كأنما تبحث عن شيءٍ ما، أو كأنها تاجر يدقّق في نوعية البضاعة. في الزاوية الأخرى، شابٌ يرافقها ملامحه لبنانية. شعره الأسود يتدلى على كتفيه. يسأل عن أصالة الحرير الموجود.
يدخل الرجل والمرأة المتجر، وبرفقتهما طفلة لم تتجاوز سبع سنوات، تتنقل من زاوية الى أخرى تعبث بكل ما تقع عليه يداها. بحركة مفاجئة تترك الطفلة كل شيء. تتسمّر الى جانب الشاب الذي يومئ للـ«الفرنسية» بأن تتبعه. يشكر البائع ويخرج. بعد مرور 15 دقيقة على مغادرة هؤلاء الزوار المتجر، تصرخ زوجة صاحبه مشتكية، لقد سُرقت محفظتها، وفي داخلها 900 ألف ليرة لبنانية.
سيناريو السرقة هذا، وقع في منطقة برج البراجنة، داخل محل لاروزا لبيع الإشاربات الذي يملكه ميسم أ. ميسم الذي روى ما حدث لـ«الأخبار» ويؤكد أن الفتاة الصغيرة هي السارقة «كانت تلعب قرب حقيبة زوجتي»، وأضاف:«لقد تكشّفت لنا حقيقة ما جرى بعدما بدأنا بربط الوقائع بعضها ببعض».
لجأ ميسم الى مخفر برج البراجنة ليبلّغ عن تعرّضه وزوجته للسرقة، لكنه فوجئ بطلب الشرطي، «أخبرني أن علي الذهاب الى النيابة العامة لأقدّم طلب استدعاء» يقول ميسم، ويضيف «ذهبت الى هناك، كان المكان مزدحماً».
ميسم ليس وحده ضحية الطفلة وعصابتها، فقد كثر الحديث عن تعرّض متجر للإشاربات في المنطقة نفسها لسرقة من قبل هذه العصابة. أما جار ميسم، فقد نجا بأعجوبة من براثن الطفلة ومرافقيها، إذ دخل أفراد العصابة إلى محله لبيع الألبسة، لكنهم ما لبثوا أن خرجوا بعد دقائق بعدما «دندنت» المرأة الشقراء مع صديقها بكلمات فرنسية ظنّاً منها أن صاحب المتجر لم يفهمها. «لن نأخذ راحتنا هنا، فالمحل ضيّق ومكشوف» يقول الجار مترجماً كلماتها ويضيف، «لم أفهم قصدها إلا بعدما علمت بقصة السرقة التي وقع ضحيتها جاري».