اختطف مجهولون مواطناً بقوة السلاح، على مرأى من عيون المارّة في منطقة الكوكودي. خبر ليس من أيام الحرب الأهلية، بل من بين حوادث «الويك إند»
رضوان مرتضى
تصطدم سيارة مرسيدس عمومية بعمود لوحة إعلانية. يعلو صوت رشقات نارية. تتوقف سيارة سوداء قربها. ينزل منها 3 مسلّحين مكشوفي الوجوه. يطلق أحدهم النار على السيارة المتوقفة، ويركض المسلحان الآخران باتجاه السائق الذي كان قد بدأ ينزف من رقبته. يسدّدان عدة لكمات إلى وجهه ويخرجانه بالقوة. يجرّانه نحو سيارتهم محاولين وضعه في صندوقها. يقاوم فيعاجلانه بمزيد من اللكمات. يستسلم، فيغلقان عليه الصندوق قبل أن تنطلق السيارة بالاتجاه المعاكس للسير، يطلقون رشقات نارية في الهواء، ربما ابتهاجاً بتنفيذ المهمة. هذا ليس سيناريو فيلم هوليوودي، بل وقائع ما حدث في إحدى زوايا طريق المطار، وتحديداً تحت جسر الكوكودي يوم السبت الفائت. عملية الخطف التي شهدتها منطقة طريق المطار ـــــ جسر الكوكودي ليست الأولى من نوعها، فقد وقعت في المنطقة عملية خطف مشابهة منذ عدة أشهر، وتحديداً في 12 شباط، اختطف فيها المواطن جوزيف صادر ولا يزال مصيره مجهولاً.
لكن في الوقت الذي لا تزال فيه هوية خاطفي صادر وحيثيات الخطف مجهولة، تحدّثت تقارير أمنية عن أن المخطوف يدعى حسن ك. (مواليد 1962)، اختُطف إثر محاولة شيخ يدعى عبد الله ز. إجراء مصالحة بينه وبين شخص من آل ي.، كان قد اختطف ابنة شقيقه رحاب ك. (مواليد 1990) بقصد الزواج، لكن عمّ الفتاة لم يقبل المصالحة فقام مرافقو الشيخ المذكور بخطفه ربما بقصد إجباره على قبول الصلحة.
الرواية الأمنية تعارضت مع إفادات الشهود العيان
حادثة الخطف وقعت تحت جسر الكوكودي، وتحديداً مقابل مطعم ومشاوي العزير ظهر يوم السبت، بعدما اصطدمت سيارة المرسيدس العمومية وتحمل الرقم 390648 التي كان يقودها المخطوف، بعمود على جانب الطريق إثر إطلاق النار عليها من سيارة مرسيدس نوع 300 من دون لوحات، «ذُعر السائق فانحرفت سيارته واصطدمت بالرصيف بعد تلقيها عدة رصاصات» يقول شاهد عيان، ويضيف «الرصاص كان عم بيلعلع، لم يجرؤ أحد على الاقتراب». ويلفت الشاهد المذكور إلى أن قوة من أمن المطار حضرت إلى المكان بعد دقائق من وقوع الحادث لكن «الطبخة كانت منتهية»، في إشارة منه إلى فرار الخاطفين ومعهم المخطوف.
الرواية الأمنية تعارضت مع إفادات الشهود العيان، فقد ذكر أحدهم أن المخطوف يدعى محمد م. لا حسن ك.، فيما تحدث شاهد آخر عن إطلاق نار مباشرةً على المخطوف من مسافة قريبة، وإصابة في الرقبة قبل الاختطاف. لكن الرواية الأمنية ذكرت أنه أصيب بجرح طفيف في رقبته جرّاء تطاير زجاج السيارة بعد إصابتها بطلقات نارية.
أحد الأطباء العاملين في المستشفى الذي ذكرته المعلومات الأمنية، تحدّث للأخبار عن أن المدعو حسن ك. كان قد لجأ إلى المستشفى ليعالج إثر تلقّيه طعنة سكين قرب كتفه، لكن حالما علم بأنه جرى إبلاغ القوى الأمنية عن حالته، غادر المستشفى.
وعلمت الأخبار أن دورية من استخبارات الجيش اللبناني عثرت على المخطوف في منطقة الشويفات ـــــ التيرو حيث تركه خاطفوه بعد حوالى نصف ساعة من اختطافه، فأجرت تحقيقاً معه ثم سلّمته إلى فصيلة المريجة لاستكمال التحقيق، وتبيان ملابسات الحادث. وقد ذكر مسؤول أمني رفيع للأخبار، رفض الكشف عن اسمه، أنه جرى نقل حسن ك. إلى أحد المستشفيات في الضاحية الجنوبية لمعالجته، ثم أُخذت إفادته التي صرّح فيها بأنه خُطف على خلفية أسباب خاصة (دون أن يذكر المسألة التي ذكرتها الرواية الأمنية عن خطف ابنة شقيقه)، ثم أُخلي سبيله بعدما ادّعى على أربعة أشخاص من مرافقي الشيخ المذكور.
يذكر أن حافلة عمومية أصيبت نتيجة إطلاق النار الذي حصل لحظة الاختطاف، دون إصابة أحد لأنها كانت خالية من الركاب أثناء مرورها في المكان حسب شاهد عيان.