فريد بو فرنسيسلم يكن شربل الياس من بلدة كفردلاقوس في قضاء زغرتا يعلم أنّه بعد أن ينهي السنة الأولى من دراسته الجامعية، سيواجه أزمة ضجر بعدما تعود طيلة الشتاء على صرف وقته في الدراسة. قرر الطالب في كلية الصحة العامة في الجامعة اللبنانية ــــ الفرع الثالث، أن يقاوم ضجره في الصيف، بالبحث عن عمل يستفيد منه مالياً فيساعده في تمويل دراسته الجامعية وفي قتل الوحشة. «اتصلت بأحد أقربائي وشرحت له الظروف التي تجبرني على العمل». قريب شربل لم يستطع أن يؤمن له عملاً سوى في «نجارة الباطون». وهي مهنة صعبة على طالب لم يتجاوز الثامنة عشرة من العمر. لكن لم يكن أمام شربل سوى هذه الفرصة فقرر أن يجرب حظه بالرغم من نصائح أمه الرافضة لهذا النوع من العمل. «لم أعرف أنّ هذه المهنة صعبة للغاية لو لم أجربها، لا أصدق متى ينتهي اليوم حتى أعود إلى المنزل»، يقول الشاب، مضيفاً أنّها مهنة صعبة «كالأشغال الشاقة، فالعمل في الحرارة المرتفعة تحت الشمس أرهقني للغاية وأنا لست معتاداً على ذلك». في المقابل، حظي رفيق شربل في الجامعة سيرج كامل بفرصة عمل صيفية مريحة، ساعده بذلك موقع سكنه الصيفي في بلدة إهدن التي تعج خلال الصيف بالزوار والمصطافين. يعمل سيرج في بيع البوظة في أحد المحال التجارية. وهو فرح كثيراً بالعمل صيفاً «إنّي أتسلى لأن العمل يقتل الضجر»، يقول الشاب. وسيقضي سيرج مدة شهرين في عمله هذا براتب يصل إلى حدود الخمسمئة دولار، سيدخرها من أجل مصروفه وتعليمه في فصل الشتاء.