الضنية ـــ عبد الكافي الصمدأنهى محمد شوك، بمساعدة والدته وأخيه الصغير، جمع محصول بستانه الزراعي من اللوبياء والبندورة والخيار والتفاح وغيرها. ثم نقله إلى الطريق العام في بلدة بقاعصفرين ـــــ الضنية، لعرضه للبيع داخل بسطة صنعها من القصب. يوضح محمد أن ما يجنيه من هذه البسطة خلال الصيف يكفيه ويزيد لتسديد رسوم تسجيله في المدرسة، بالإضافة إلى ثمن الكتب. «ليس لي فقط، بل لإخوتي الثلاثة أيضاً، فضلاً عن المساعدة في مصروف البيت»، يؤكد.
حالة محمد ليست الوحيدة بين أقرانه، فبين منتصف أيار ومطلع تشرين الأول، تنتشر عشرات البسطات على طول الطريق الرئيسي الذي يربط الضنية بطرابلس، أغلبها يعرض منتجات زراعية محلية، ومعظم من يعملون فيها شبان في مقتبل العمر، غالبيتهم لا يزالون يتابعون دراستهم.
«العمل هنا جيد، والمدخول كبير»، يقول عطاء الصمد الذي يتابع دراسته في إحدى جامعات بيروت. فيما يشير شقيقه بهيج، الذي يتخصص بدراسة المعلوماتية الإدارية في طرابلس ويتشارك معه بسطة في بلدة بخعون، إلى أنّ «أيام الجمعة والسبت والأحد تكون حركة البيع مضاعفة». حركة المصطافين والسياح جعلت عشرات الشبان يستغلون الفرصة لبيع إنتاجهم الزراعي في بسطات متواضعة، توضع غالباً قرب منازل أصحابها، أو في نقاط يعتبرونها استراتيجية. «نبيع العنب والتين والدراق والخوخ وغيره»، يقول محمد إنها جيدة وهو يشير إلى بسطته في بلدة عاصون، مضيفاً أنّ «عقود الياسمين والورود والزهور المحلية بات لها «زبوناتها»، وخصوصاً من الصبايا والشباب».