الهرمل ــ رامي بليبلأكثر من 465 موظفاً ومعلماً رسمياً من أبناء قرى وبلدات البقاع الشمالي، يتجهون اليوم إلى صناديق الاقتراع في سرايا بعلبك الحكومي، ليدلوا بأصواتهم. وستوضع هذه الصناديق بعد انتهاء الوقت المحدد للاقتراع تحت الرقابة المشددة طيلة رحلتها من بعلبك إلى مصرف لبنان لتحفظ هناك إلى يوم السابع من حزيران، لتعود من هناك مجدداً إلى قاعات الاقتراع.
رغم توافق الجميع على مبدأ ضرورة المشاركة، إلا أنهم يتداركون بعبارات تفيد بأنهم يترددون بالإدلاء بأصواتهم نظراً إلى بعد المسافة بين القرى والبلدات ومركز الاقتراع، وما يرافقها من صعوبات، كرداءة الطرقات وكثرة الحفريات، واضطرارهم لدفع أجور النقل من وإلى بلداتهم في ظل أوضاع اقتصادية متردية. بل إن البعض لا يتردد في الإعراب عن قلقه وترقبه لأجواء ما بعد الانتخابات المشحونة بالأقاويل وشائعات احتمال وقوع حرب، أو مشاكل أمنية داخلية خطيرة، ما يدفع الكثيرين إلى النزول إلى الأسواق وشراء التموين اللازم لطوارئ محتملة.
في مدينة الهرمل، وهي المدينة الأبعد عن بعلبك، ستنتظر آليات النقل الناخبين لتقلهم إلى بعلبك كما أكد مسؤول التعبئة التربوية في حزب الله عصام بليبل قائلاً: «جهزنا كل الترتيبات اللازمة لانتقال الناخبين من الهرمل والبلدات المجاورة إلى سرايا بعلبك، ويبقى عليهم أن يستجيبوا لنداء الواجب ويشاركوا في العملية الديموقراطية بحسب قناعاتهم ودون أي ضغط من أحد».
بدورهم، القيّمون على الماكينة الانتخابية للائحة تيار الانتماء اللبناني في البقاع الشمالي أشاروا إلى أنهم يأخذون الأمر بعين الاعتبار، وهم موجودون منذ الصباح في المكاتب لتأمين نقل الناخبين.
لكن، ورغم هذه الترتيبات من اللوائح وداعميها، إلا أن مشقة السفر تقف حائلاً أمام مشاركة كاملة (100%) التي كانت ممكنة لو أن صناديق الاقتراع موجودة في سرايا الهرمل كمركز قضاء أسوة بالأقضية الأخرى.
هكذا، تصبح عملية اقتراع اليوم الأكثر تعباً وعناءً وكلفة في غياب تام لمراجعات من قبل الأطراف في سبيل تسهيل اقتراع المواطنين. فهل سيلقى هؤلاء من قبل الواصلين للنيابة جهوداً مماثلة تطمئنهم إلى أن سعيهم لم يكن هباءً منثورا؟