البقاع ــ رامح حميةلا يقتصر عمل الماكينات الانتخابية على توفير مندوبين وإنجاز بطاقات هوية للناخبين، ونقلهم إلى مراكز الاقتراع، بل يتخطى ذلك ليشمل توفير الوجبات الغذائية للمندوبين يوم الانتخاب من مطاعم المنطقة، ما يولّد حركة نشطة تحتاج إليها.
هكذا، بدأت الماكينات «تأخذ» طلبات المندوبين قبل أيام من الموعد، «اطلبوا وتمنوا» يتسلى أحدهم بالسؤال ضاحكاً. فتوفير طعام للمندوبين يعينهم على «تفتيح عيونهم» على مخالفات الخصم داخل أقلام الاقتراع. ويتسابق مندوبو التغذية في الماكينات على عقد اتفاقات مع أصحاب المطاعم لتوفير وجبات توزع عادة في علب ترفع شعار الماكينة. أما في داخلها، فمجرد سندويشين وحبة فواكه وقنينة عصير، إضافة إلى المياه.
وأكد علي الطفيلي، مدير ماكينة الحزب السوري القومي الاجتماعي في بعلبك ـــــ الهرمل لـ«الأخبار» أن «عديد ماكينتنا الانتخابية في المنطقة ناهز 1500 مندوب ثابت ومتجول». وأوضح أن «الحصص الغذائية توافرت من معظم المطاعم في القرى والبلدات بالتساوي، حتى إن بعض القرى التي لا وجود للمطاعم فيها، وُفِّرت متطلباتها من مطاعم خارجها». وأشار الطفيلي إلى أن «التنسيق بين أطياف لائحة المعارضة يشمل حتى اللوجستية منها من وجبات غذائية ونقل».
المسؤول الإعلامي في التيار الوطني الحر في بعلبك ـــــ الهرمل رافي إدريس، أكد أن عدد مندوبي التيار لم يتجاوز 150 مندوباً، وذلك لوجود تنسيق بين أطراف لائحة المعارضة. ولفت إدريس إلى أنهم تركوا الحرية في القرى لمنسقي التيار في اختيار المطاعم والآلية التي يرونها مناسبة لتوفير الوجبات الغذائية، تحت إشراف الماكينة الانتخابية للتيار».
أصحاب المطاعم انقسموا بين من بدأ التحضير فعلياً، ومن لا يزال بانتظار التأكيد. وأشار علي الحلاني صاحب مطعم الزهراء في بعلبك إلى أنه «لا يزال هناك متسع من الوقت للاتفاق مع الماكينات الانتخابية، حيث تبدأ الأمور أولاً باستدراج للعروض لتليها مرحلة توقيع العقود مع الماكينات قبل يوم واحد». ولفت إلى أن الماكينات الانتخابية على اختلافها تحدد عدد السندويشات ونوعيتها. ولفت إلى أن يوم الانتخاب ترتفع مبيعاتهم 3 أضعاف.
«إن شاء الله كل يوم انتخاب» يقول صاحب مطعم الضيعة في شمسطار مالك فرحات، لأنها «بتخلق حركة وبتعوضنا عن ركود فترة الشتاء»، وخصوصاً بعودة المقيمين خارج المنطقة والمغتربين للتصويت، إضافة إلى الماكينات الانتخابية». وأكد أنه سيوفّر 3700 سندويش للماكينة الانتخابية التي اتفق معها لفترة الظهيرة. أما للمساء، فقد طلبت الماكينة عينها 400 حصة من البطاطا المقلية للمندوبين الثابتين عند بدء مرحلة الفرز. وتوقع أن يصل الطلب إلى حدود 7 آلاف سندويش.
لكن الحركة في مطعم صبحي النابوش حالياً في «ركود لافت» كما قال، آملاً أن تنشط في الأيام المقبلة. لكنه يقول: «الرزق ع الله يا ابني، عنا زبوناتنا وإلنا اسمنا وبعلبك كبيرة وبالانتخابات السابقة طلب منا تأمين 5000 سندويش، بس حتى اليوم ما في شي».


جوعانين يا بلدنا

لفت أصحاب المطاعم إلى استغلال التجار الفاضح للموسم، برفعهم أسعار المواد الغذائية. فقد ارتفع سعر كيلو الفروج من 4600 ليرة إلى 4900 ليرة، و«فتيلة» اللحم من 10آلاف إلى 12 ألف ليرة، أما كيلو الزيت فارتفع مئتي ليرة، فضلاً عن الغاز الذي ارتفع ألفي ليرة. أما المواد الأكثر استهلاكاً، فقد كان لافتاً تأكيد مسؤولي الماكينات أن طلبات «الشبيبة» اجتمعت حول وجبات الأكل السريع، تخللتها خروق للطاووق وسودة الدجاج والشاورما! أما أشهر المستبعَدين عن مائدة المعركة الانتخابية فقد كانت الفلافل، ربما لكونها «قوت يومنا» في أيام الحرمان العادية، أو لأن أكلها قد يبعث بالنعاس إلى «العيون الساهرة» لمراقبة الخصوم.