في لاليبيلا عشر كنائس محفورة بالصخر هي من أهم مواقع المسيحيين الأرثوذكس في إثيوبيا. وقد صنّفتها منظمة اليونسكو على لائحة التراث العالمي. وكانت الأساطير قد نُسجت حول الموقع لدرجة تعذُّر معرفة تاريخه الحقيقي. إلا أن هذا الواقع سيتغير بعدما حصل «المركز الفرنسي للدراسات الإثيوبية» على إذن القيام بحفريات أثرية في باحة الكنائس، وهذه هي المرة الأولى منذ 50 عاماً، التي يسمح فيها لعالم بدراسة الموقع. وتقول الأسطورة إن الكنائس العشر بناها الملك لاليبيلا الذي كان يعمل على الموقع في النهار مع العمال، أما في الليل، فكانت الملائكة تساعد في عملية البناء التي دامت أقل من 25 سنة، وأتت بحسب الأسطورة امتثالاً لأمر إلهي يقضي ببناء قدس جديدة.
ويوضح فرانسوا ـــــ كزافيه فوفيل، رئيس فريق العمل ومدير «المركز الفرنسي للدراسات الإثيوبية» أن التاريخ الكامل للموقع يتوزّع على ثلاث حقب واضحة على الأرض. وقال: «هناك المرحلة الأولى التي استعمل خلالها سكان الكهوف الموقع الممتد في أسفل الجبل، وأتت بعدها مرحلة بناء قلعة مع خنادق وسور، واستخدام أنفاق الكهوف». أما «الحقبة الثالثة فمجسّدة من خلال كومة من الركام ارتفاعها حوالى عشرين متراً سبّبها حفر كنيسة مار ميخائيل روفايل، التي غطت القلعة».
عمل العلماء لا يزعزع إيمان الكنيسة الأرثوذكسية في إثيوبيا التي فتحت أبوابها لهذا الفريق. ويؤكد الناطق الرسمي باسم الإكليروس في منطقة لاليبيلا أن «هذه الكنائس بُنيت بفضل ملائكة الرب»، مبرّراً ذلك، ومؤكداً أنها «بنيت في 24 سنة».