جبيل ــ جوانّا عازار«مش عم تجي الميّ بجبيل»، تقول إحدى السيّدات بغضب، فالمياه تكاد تغيب في كثير من مناطق المدينة، إن كان لجهة مياه الاستعمال أو مياه الشرب. وإن كانت أزمة شحّ المياه في جبيل وقضائها قديمة، ومرتبطة بتقنين الكهرباء التي تؤّثر على ضخّ المياه بالمولدات، فإن مجرد القول إن هناك مشكلة «شح» مياه في جبيل يجب أن يعامل على أساس أنه إهانة. فجبيل وبلادها تعوم فوق مخزون مائي، لكن استغلاله من جانب الدولة هو المشكلة على ما يبدو. فجبيل والقضاء بحاجة يوميّاً إلى 35 ألف متر مكعب. وقد انقطعت المياه عن بلدات نهر إبراهيم، حالات، الفيدار، جبيل، بلاط، مستيتا، حبوب، عبيدات، بيت حبّاق، الراموط، حالات وحبالين. والسبب حسب مصدر مسؤول في مصلحة المياه في جبيل، مشكلة في خطّ الجرّ العموميّ الذي يغذّي القضاء كله، بسببه اهتراء جزء منه وأعطال أخرى في 4 نقاط منه. لذا، ستنقطع المياه نهائيّاً عن جبيل اليوم الأربعاء، لإصلاح الأعطال، على أن تعود إلى مجاريها طبيعيّاً ابتداءً من غد الخميس، بحسب المصلحة. وكانت المنطقة قد شهدت في الأيّام القليلة الماضية حركة كثيفة لصهاريج المياه، وقال أحد أصحابها في اتّصال معه: «الوقت لا يسمح بالتحدّث كثيراً لأنّ العمل كثير في هذه الفترة».
يبقى هذا الانقطاع عرضيّاً، وخصوصاً أنّ منطقة جبيل تستفيد منذ مدّة من برنامج شامل عملت به مصلحة المياه للقضاء، ويشمل محطّة جديدة لتكرير المياه تؤمّن 15 ألف متر مكعب من مياه الشرب من نهر إبراهيم يوميّاً، لكن يبقى ملحّاً العمل على استكمال استبدال شبكات المياه المهترئة وتأهيلها، في انتظار إيجاد حلّ للمحطة التي تشمل خطّ أفقا ــــ العوينة، المتوقّفة منذ 15 سنة. فهذه الأخيرة في حال إنجازها قادرة على تأمين 5 آلاف متر مكعب من المياه لتغذية المناطق الجبليّة الشماليّة من العوينه، عنايا، إهمج، مشمش، ترتج، راس أسطا، علمات، الخاربة، وصولاً إلى ميفوق، فيما الخزانات الحالية لا تؤمّن إلا 300 متر مكعب من المياه. على أنّ الجميع يتّفق على أنّ مشكلة مياه الشفة ومياه الريّ في القضاء لا تحلّ بصورة نهائيّة إلا بتنفيذ مشروع سدّ جنّة الذي من شأنه أن يروي المنطقة لخمسين سنة مقبلة.