أعلنت وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري، أمس، قرب اعتماد بكالوريا خاصة تتكيّف مع احتياجات من يعانون صعوبات تعليميةديما شريف
يدرس سمير الترك، كُتيبة أحمد وبركات جبور، بجهد كبير استعداداً لامتحان الشهادة المتوسطة (البريفيه) الذي يبدأ في الأول من تموز المقبل. لكنّ الثلاثة استقطعوا بعض الوقت من برنامجهم المكثف، أمس، ليحضروا إلى المنطقة التربوية لبيروت، ويختبروا الحواسيب الموجودة في مركز امتحانات ذوي الحاجات الخاصة الذي افتتحته وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري. إذ سيصار هذا العام إلى طبع ورقة الامتحانات بالبريل للمكفوفين على أن يجيبوا على الحواسيب التي وضعت خصيصاً لهم. فالتلامذة الثلاثة مكفوفون ويتعلمون في «المدرسة اللبنانية للضرير والأصم» في بعبدا، ولدى كلّ منهم مشاريع لما بعد تقديم الامتحانات. فهم ينوون إكمال دراستهم عبر سياسية الدمج في مدراس ثانوية عادية. لم يقرر سمير (20 عاماً) بعد ما ينوي التخصص به في الجامعة. يرى أنّه لا يزال يملك الوقت للقرار. أما كتيبة (18 عاماً) فهو يرغب في دراسة الصحافة. بركات أيضاً لم يقرر بعد. لكنّه يعرف أين سيكون مستقبله، فقد حصل على منحة وسيسافر إلى أميركا بعد تقديم الشهادة لإكمال دراسته الثانوية. تتدخل المعلمة المسؤولة عنه لتضيف إنّه عبقري في الموسيقى، فهو يعزف على جميع الآلات دون استثناء. في القاعة المجاورة للتي جلس فيها الشبان، كان ثمانية من أصل تسعة تلامذة من ذوي الحاجات الخاصة يمتحنون في فرعي العلوم العامة وعلوم الحياة. وهؤلاء التلامذة يعانون صرعاً، شللاً قحفياً أو إعاقات سمعية بالنسبة إلى البعض. وأوضح رئيس المركز ميشال كرج أنّه من المفترض أن يمتحن 30 تلميذاً في فرعي الآداب والإنسانيات والاجتماع والاقتصاد نهار الخميس المقبل. أما العدد الأكبر، فهو مع 80 تلميذاً في امتحانات الشهادة المتوسطة.
أمس، جالت وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري على المركز، والتقت التلامذة الذين كانوا يختبرون الحواسيب وزملاءهم الممتحنين، لتعلن خلال لقائها مسؤولين في جمعيات أهلية تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة كانوا قد حضروا للمشاركة في افتتاح المركز، الاستعداد لمشروع بكالوريا خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة والصعوبات التعليمية، لأنّه من غير العادل أن يمتحنوا في البكالوريا العادية. وأوضحت أن المشروع قيد الإعداد مع وزارة الشؤون الاجتماعية بهبة إيطالية، فيما ستكون الشهادة معتمدة من الوزارة مثلها مثل شهادة البكالوريا العادية تعترف بها الجامعات كلها. وقد شدد أحد الحضور على ضرورة استحداث قسم بهذه الشهادة في هيكلية الوزارة. فيما طالبت إحدى الحاضرات بتعديل لوائح وزارة التربية لإدخال الصمّ إليها، وبتعديل مناهج الجامعة اللبنانية لتستقبل ذوي الصعوبات التعليمية. فأكدت الحريري أنّ البكالوريا الخاصة ستكون «باسبور» دخولهم إلى الجامعات.
وقالت الحريري إنّ هناك أهمية كبيرة لإجراء امتحانات لذوي الحاجات الخاصة «إيماناً منّا بأنّ الجميع لديه قدرات ولتكافؤ الفرص بين الجميع». لتوضح أنّ هناك جهداً لمنع التسرب لذوي الصعوبات التعليمية، وخصوصاً مع وجود حالات غير واضحة تستلزم تشخيصاً.