اجتمع عدد كبير من فعاليات قضاء جبيل، أمس، في السرايا الكبيرة في المدينة، ليتباحثوا في أزمة تعاطي المخدرات بين الشباب، بدعوة من جمعية جاد (شبيبة ضد المخدرات)، فكان الحدث السبّاق لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات في 26 حزيران (غداً)جبيل ــ جوانّا عازار
75 شخصاً ضُبطوا وهم يتعاطون المخدّرات في جبيل منذ بداية سنة الـ2009 حتّى اليوم. هذا الرقم لا يمثّل مجموع متعاطي المخدرات في جبيل بل يقتصر على الذين وقعوا في قبضة الشرطة. رغم ذلك، يبدو الرقم مرتفعاً إذا ما قوربت القضية من ناحية الوقت والمساحة والنقص في عديد قوى الأمن الداخلي وتجهيزها. فقضاء جبيل ليس كبيراً، وستة أشهر مدة قليلة نسبياً، ليضبط فيها هذا العدد من المتعاطين. أمام هذه المعطيات، يبدو «أن أساليب تعاطي جديدة للمخدّرات بدأت تظهر في لبنان وفي العالم، وأنّ الأعمار الأكثر إدماناً هي بين 25 سنة و35» كما أكد أمس رئيس مكتب مكافحة المخدّرات في قوى الأمن الداخلي العقيد عادل مشموشي، لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدّرات، خلال لقاء نظّمته جمعيّة جاد ـــــ شبيبة ضدّ المخدّرات، بمشاركة رؤساء بلديّات، وفعاليات قضاء جبيل. كما تحدّث خلال اللقاء الذي أقيم في سرايا جبيل قائممقام جبيل حبيب كيروز، عن انتشار آفة المخدّرات سريعاً، وخصوصاً في المدارس. لكن، رغم خطورة تسلل المخدرات إلى المدارس، رأى كيروز أن نسبة تعاطي المخدرات في قضاء جبيل تبقى خفيفة، مقارنةً بالأقضية الأخرى، من دون أن يلغي ضرورة أخذ الحيطة والحذر والعمل كلّ ضمن بيئته على الوقاية منها.
مشموشي تطرّق إلى «مرحلة الخيارات الكبرى للشباب»، مشدّداً على أهمية إحياء ثقافة الوقاية من المخدرات. وكان مكتب مكافحة المخدرات قد سجل وفاة 5 أشخاص جراء تعاطي جرعة زائدة من المخدرات (overdose) عام 2008. كما أثار مشموشي موضوع الزراعات الممنوعة في أقضية تصنّف بالمحرومة في لبنان، مبدياً حرصه على تطوير السجون لتكون لها إدارة متخصّصة تهتمّ بإدارتها على كلّ المستويات. وذكّر رئيس رابطة مخاتير جبيل، غطاس سليمان، بضرورة عدم التستّر على أيّ مدمن، «حتى لو كان من أقرب المقرّبين»، مشدداً على الجميع، مسؤوليّة الإبلاغ عن المدمنين. ولاقته جمعية جاد في ذلك، فأعلنت أن اللقاءات ستبقى مفتوحة لمعالجة مشاكل الإدمان.
الإحصاءات الصادرة عن مكتب مكافحة المخدّرات المركزيّ في المديريّة العامّة لقوى الأمن الداخليّ، تشير إلى توقيف 298 شخصاً (من هم بين 18 عاماً إلى 25)، إضافة إلى 1032 شخصاً (بين 25 عاماً و36) و268 شخصاً تتجاوز أعمارهم 36 عاماً في 2008 للاشتباه فيهم بتعاطي المخدرات. أما بالنسبة إلى أنواع الممنوعات، فبلغ عدد متعاطي الحشيشة في 2008، 738 والهيرويين 334 والكوكايين 338، إضافة إلى أنواع أخرى وإلى متعاطين يدمنون أكثر من مادّة في الوقت عينه.
لفت المجتمعون خلال اللقاء إلى افتقار الدولة اللبنانيّة إلى مركز رسميّ متخصصّ في علاج المدمنين ومساعدتهم. وأجمعوا على ضرورة العناية الطبيّة من خلال العلاج النفسي والصحي والمتابعة الاجتماعيّة. كما أشار مشموشي إلى أهمية تأسيس دار علاج مركزيّ تتفرّع عنه دور في مختلف المحافظات. وكانت قد وردت إلى وزراء الداخلية المتعاقبين تقارير عدّة تشير إلى تفاقم مشكلة الإدمان لدى الشباب، وبعث الوزير زياد بارود بكتاب إلى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اقترح فيه، بناءً على توصية من قوى الأمن، إنشاء مركز لمعالجة المدمنين وتأهيلهم، بمن فيهم المصابون بمرض نقص المناعة (السيدا). فألّف رئيس مجلس الوزراء لجنة وطنية لدراسة المشروع. ورفعت اللجنة دراستها إلى رئاسة المجلس في شباط الماضي.