ديما شريفتوقفت عن الحديث مع الصبي مذّاك، حتى اتصلت به في سنتي الجامعية الثانية وأخبرته أنني فشلت في دراسة الفيزياء وسأنتقل إلى «مركز» يلائمني أكثر.
منذ سنوات تصالحت مع نفسي، وتقبّلت أنني أصلاً لا أستحق أكثر من هذا المركز. وفهمت أنني مهما حاولت سيظل البعض يراني فيه. حتى إنني اكتشفت أنّ المركز السابع أفضل، إذ لا يهم إذا تراجعت قليلاً عندما تكون فيه، فلن يلاحظ أحد. ما يزعجني فقط هو التصنيف الجائر. إذ يأتي البعض ليصنّفني وجزءاً من العمل الذي أقوم به يومياً في مرتبة أدنى منه. يشعرني بأنني في قاع سلة المهملات.
ليس الوضع دائماً على هذا الشكل. فهناك بعض الأمل الذي يظهر من وقت لآخر. واحد منها توقف خارج غرفتي المعتمة منذ فترة. دخل. أضاء النور. ثم خرج دون أن ينبس ببنت شفة. أجدني انتظره يومياً في الوقت نفسه.