ردّاً على مقالة الدكتور سماح إدريس التي نشرت في «الأخبار» العدد 808 تحت عنوان «مؤتمر دمشق»، جاءنا من العميد أمين حطيط الآتي:«يبدو أن الكاتب خانته الذاكرة بشأن أحداث عام 1970ــــ1976 ودخول الجيش السوري إلى لبنان، ولذلك فإني أذكره بما يلي:
ـــ بعد وثيقة شباط الدستورية التي طرحها الرئيس سليمان فرنجية، طلب الرئيس نفسه من الرئيس حافظ الأسد إرسال مراقبين سوريين لضبط وقف إطلاق النار الذي كان يتفق عليه ثم ينتهك. وكان دخول هؤلاء المراقبين دخولاً شرعياً بطلب من السلطة المخولة دستورياً طلب ذلك. وهو بحد ذاته كان مقدمة لأحداث تأتي.
ـــ عندما هددت «القوى الوطنية والفلسطينية» المنطقة المسيحية بالاجتياح ووصلت إلى عينطورة في نيسان 1976، وبعدما أطلق أبو أياد مقولته الشهيرة بأن «طريق القدس تمر في جونية»، وبعدما عرض دين بروان الأميركي على الرئيس سليمان فرنجية ترحيل المسيحيين على متن بواخر أميركية، وبعد تعديل الدستور لانتخاب رئيس جديد قبل ستة أشهر من انتهاء الولاية، بعد كل ذلك اجتمعت الجبهة اللبنانية برئاسة كميل شمعون وحضور بيار الجميل ومعظم القيادات المسيحية يومها وطلبت من الجيش السوري الدخول إلى لبنان لحمايتهم ومنع تهجيرهم وتوطين الفلسطينيين مكانهم، فتم هذا الدخول في حزيران 1976 وواجهته «القوى الوطنية والفلسطينية» بالنار لأنه يعطل ما كانت قد خططت له.
نقول ذلك مع علمنا الأكيد بأنه في العلاقات الدولية لا جمعيات خيرية بل هناك مصالح تسعى السياسة إلى تأمينها، وأن المصلحة السورية كانت وما زالت بمنع تقسيم لبنان ومنع توطين الفلسطينيين فيه، وأن التدخل السوري الذي حقق هذين الهدفين حتى الآن يكون قد رعى المصلحة السورية من باب حماية لبنان والمسيحيين فيه، لأن تقسيم لبنان أو تهجير المسيحيين يمثّل خطراً أكيداً على سوريا فتكون سوريا بتدخلها حمت لبنان مباشرة وحققت مصالحها القومية والوطنية بشكل غير مباشر، وهذا الذي ينكره الكثير اليوم ومنهم كما يبدو كاتب المقال».