رامي زريقأكد خبراء منظمة الصحة العالمية أن شعوب العالم الفقير هي أكثر من سيعاني من انتشار وباء إنفلونزا الخنازير. فقدرة هذه البلدان المتواضعة لا تتيح لها مواجهة أوبئة فتاكة. واستعان خبراء المنظمة في دراستهم بمعلومات ومعطيات تعود لعام 1918 حين تفشى وباء الإنفلونزا الإسبانية في العالم مخلّفاً مئات الآلاف من الضحايا، ليشيروا في توقعاتهم إلى أن انتشار إنفلونزا الخنازير قد يقضي على 62 مليون نسمة، 96% منهم من سكان العالم الثالث. بناءً عليه، دعا الخبراء مواطني العالم إلى اتخاذ تدابير الحيطة والحذر من خلال مبادرات فردية تشمل القبول بالسجن الطوعي في منازلهم لأيام عديدة. ولكن، تشير آخر المعلومات الآتية إلينا من المكسيك إلى أن المرض لم ينتشر بالسرعة المتوقعة من الخبراء. وأن يوم القيامة لم يأت بعد، إلا أن الوباء سيخلّف وراءه بالإضافة إلى عدد كبير من الضحايا البشرية، أضراراً اقتصادية واجتماعية وسياسية. وقد ارتفعت أصوات ناشطين يساريين مكسيكيين يشكون من التصرفات الديكتاتورية لرئيس المكسيك الذي اتهموه باستغلال الأزمة لإحكام سلطته على البلاد من خلال تكثيف الحواجز العسكرية، واقتحام المنازل والمكاتب وإقفال المطاعم والمقاهي من دون إذن قضائي مسبق. ويربط الناشطون بين هذه الإجراءات التي تمثّل انتهاكاً واضحاً لحرية الحركة مع حالة العالم في الفترة التي تلت أحداث 11 أيلول والتي أدت إلى تقليص الحقوق الإنسانية والحريات الفردية في العالم الذي يطلق على نفسه صفة «الحرّ». أما في بلاد العرب، حيث «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» منذ زمن بعيد، فقد استخدمت السلطات خبر تفشي الوباء في المكسيك لتوطيد سيطرتها على البلاد وإخماد الأصوات المزعجة، فأعدمت مصر أكثر من 300 ألف خنزير.