روني عبد النورقدّم موقع Amazon النسخة الثالثة من كتابه الرقمي التي أُطلق عليها اسم Kindle DX. وفيما لم تتمكن النماذج السابقة من الكتب الرقمية من تحقيق الآمال المعقودة عليها، يؤمل من الجهاز الجديد، الذي يُتوقّع أن يدخل الأسواق الأميركية بحلول الصيف المقبل، أن يمحو من الذاكرة الأخطاء التي وقعت فيها النسخ السابقة، وأن يوفّر للمستخدمين راحة أكبر في القراءة. يتميّز Kindle DX بشاشته ذات اللونين الأبيض والأسود، وذات النقاوة والوضوح الشديدين. وبعدما كان طول الشاشة في النسخة القديمة Kindle 2 يبلغ 15.2 سم، أصبح مع الجهاز الجديد 24.6 سم، فيما القدرة التخزينية ارتفعت من واقع 2500 كتاب إلى 3500 كتاب نظراً إلى ذاكرة الجهاز الداخلية التي يبلغ حجمها 4 غيغابايت.
على صعيد استهلاك الطاقة، يمكن استخدام الكتاب طيلة أسبوعين متواصلين من دون الحاجة إلى شحنه. أما في حال تشغيل نظام الـ3G الذي هو عبارة عن الجيل الثالث من تكنولوجيا الاتصالات في الهواتف المحمولة والمتوافر في الجهاز، فتتقلّص فترة الاستخدام من دون شحن إلى أربعة أيام فقط. إضافة إلى ذلك، أصبح في الإمكان التعامل مع ملفات الـ PDF في Kindle DX، الأمر الذي لم يكن متاحاً في النسخ السابقة من الكتب الرقمية.
لكن، رغم هذه الميزات، ثمة خصائص أخرى قد لا تكون ملائمة تماماً للمستخدمين، من بينها طول الشاشة وعرضها (24.6 و18.3 سم) التي تصغر بقليل حجم ورقة الـA4. علاوة على ذلك، هناك وزن الكتاب الذي يبلغ 536 غراماً والذي قد يمثّل إرباكاً في الحمولة للبعض، ناهيك عن سعر الجهاز الذي حُدّد بـ489 دولاراً أميركياً والذي من شأنه ربما أن ينفّر بعض الأشخاص ويدفعهم إلى شراء جهاز Netbook الأقل سعراً والذي يتمتع بشاشة ملوّنة.
الهدف الأول من وراء Kindle DX يتمحور حول بث أخبار الصحافة اليومية. وقد سارعت كل من صحف نيويورك تايمز وواشنطن بوست وبوسطن غلوب إلى تقديم عروض تتيح الحصول على الجهاز بسعر مخفّض عند الاشتراك بالصحيفة. وبحسب Amazon، فإن الفكرة الرئيسة هي الدخول على خط القراء الذين ابتعدوا عن قراءة الصحافة الورقية لمصلحة شبكة الإنترنت. لكن هذه الفكرة تطرح علامات استفهام، إذ إن عدداً قليلاً من الناس هم على استعداد لإنفاق مبلغ مشابه من المال مقابل ليس الحصول على معلومات جديدة، بل على المعلومات نفسها لكن بطريقة مختلفة. من ناحية أخرى، تبدو الفكرة جذابة لقطاع التعليم لناحية استبدال الكتب الورقية المدرسية بالكتب الرقمية. لكن هنا أيضاً تُطرح إشكالية السعر المرتفع، أضف إليها إمكان تعرّض المحتويات والأجهزة لعمليات القرصنة.