جبيل ــ جوانّا عازاريساهم نطاق بلدية جبيل في عملية الاحتباس الحراري. فالمساحة الخضراء المطلوبة لتعديل كلّ إنتاج ثاني أوكسيد الكربون في المنطقة يجب أن تكون 62,27 كلم2، فيما المساحة الحالية هي 3,73 كلم2فقط. هذه نتيجة توصل إليها تلامذة الصف الأول الثانوي في ثانوية مار يوسف لراهبات العائلة المقدسة المارونيات ــــ جبيل أثناء بحثهم في مدى مساهمة التخليق الضوئي (Photosynthese) في التخفيف من عملية الاحتباس الحراري في نطاق بلدية جبيل، الذي أجروه تحت إشراف أستاذ مادة علوم الحياة في المدرسة ريمون الخوري.
الدراسة الفريدة التي لم تنجز في لبنان من قبل، بدأت مع انطلاقة العام الدراسي. توزّع التلامذة على 12 فريقاً للعمل واستخدموا البحث، الإحصاء والتحليل لمعرفة العناصر التي تنتج الأوكسيجين في نطاق بلدية جبيل والعناصر التي تستهلك ثاني أوكسيد الكربون فيها.
ويقول الخوري إنّ التلامذة اعتمدوا عدداً من المؤشرات في دارستهم وهي الإنسان وأنشطته، الكهرباء، النفايات العضوية، السيارات والمركبات البحرية ووسائل التدفئة. وزاروا بلدية جبيل، اتحاد بلديات جبيل، نقابة الصيادين، مستشفى سيدة المعونات، مستندين إلى معطيات كل من وزارة الزراعة، وزارة البيئة، وزارة الداخلية ووزارة الدفاع،
«إنجاز الدراسة كان صعباً، وخصوصاً أنّ الأرقام الدقيقة غائبة وأنّ الإحصاءات عن جبيل قديمة»، يقول التلميذ رامي زغيب. «كان ذلك بمثابة تجربة قوّتنا على المستويين الشخصي والمعنوي» تضيف إلسا أبي رعد.
ويضيف الخوري أنّ التلامذة اعتمدوا خريطة تظهر توزيع الأراضي في نطاق بلديّة جبيل الذي تبلغ مساحته 6,45 كلم2 تحتل المساحة الخضراء فيها 3,73 كلم2 أي بنسبة 58% من المساحة الكاملة لنطاق البلدية. تمتصّ المساحة الخضراء 6527,5 طناً من ثاني أوكسيد الكاربون، ولا تنتج إلا 4662,5 طناً من الأوكسيجين.
وفي البحث عن العناصر التي تنتج ثاني أوكسيد الكاربون وتستهلك الأوكسيجين، استند التلامذة إلى إحصاءات بلدية جبيل لعام 2006 التي تحدد عدد سكان جبيل بـ35 ألف شخص ينتجون سنوياً 12495 طناً من ثاني أوكسيد الكربون، فيما يبلغ استهلاك المنطقة من الكهرباء 51 مليون طن كيلوواط تنتج سنوياً نحو 39 طناً من ثاني أوكسيد الكربون.
واحتسب التلامذة ما تنتجه النفايات المنزلية العضوية، السيارات، المدافئ في المنازل والمركبات البحرية، من مادة ثاني أوكسيد الكربون. فخلصوا إلى أنّ إنتاج ثاني أوكسيد الكربون في الحدود الجغرافية لبلدية جبيل يبلغ 115567 طنّاً سنويّاً بينما تساعد المساحة الخضراء في التخلص من 6527,5 طناً منه فقط. من هنا فإنّ المساحة الخضراء المطلوبة لتعديل كل إنتاج ثاني أوكسيد الكربون هي 62,27 كلم2 فيما المساحة الحالية لا تتجاوز 3,73 كلم2. لذلك، يصحّ القول، بحسب النتائج، إنّ جبيل تشارك فعلياً في عملية الاحتباس الحراري، ما دفع التلامذة إلى طرح عدد من الأسئلة في دراستهم: هل يمكن التخفيف من الأنشطة البشرية؟ هل يمكن التخفيف من نسبة السكان في المنطقة؟ هل يمكن زرع الغابات؟ وهل تتوافر الإرادة والإمكانات لذلك؟ أسئلة ودراسة يرى خوري أن من شأنهما تحفيز البلدية والجهات المعنية على متابعة موضوع الاحتباس الحراري والعمل على الحدّ منه.