حسام كنفاني«وقّعتم أو لم توقّعوا، فإننا سننجز اتفاق إنهاء الانقسام. بداية شهر تموز المقبل يجب أن تشهد توقيع الاتفاق، وسواء أشاركتم فيه أم لم تشاركوا فإننا سنوقّعه». هذا الكلام وجّهه مدير الاستخبارات المصريّة، اللواء عمر سليمان، إلى ممثّلي حركتي «حماس» و«فتح» خلال الجولة الخامسة من حوار القاهرة يوم الأحد الماضي.
الكلام يعبّر عن الضيق المصري من الجولات الماراتونية، التي لا يبدو أنها ستوصل إلى نتيجة، ما دامت الخلافات على حالها. كلام يحاول من خلاله سليمان أن يضغط على الطرفين المتحاورين، اللذين يحرصان على «الرضى المصري»، علّه يفلح في إقناعهما بالقفز فوق النقاط العالقة في ملفّات الحوار.
لكن الرهان المصري لن يفلح هذه المرّة، وتهديد سليمان سيبقى في إطار الاستعراض الكلامي. فهو يدرك أنه غير قادر على فرض اتفاق من دون الوصول إلى حلحلة العقد الرئيسية، المتمثلة بالحكومة والأجهزة الأمنية، بما أن ملف الانتخابات هو الأسهل، وحلّه جاهز باعتماد قانون عام 2006 وعدم اعتماد القانون النسبي الكامل.
والطرف المصري يعلم أيضاً أن أي اتفاق فلسطيني لا يمكن تسويقه عربيّاً ودوليّاً من دون وجود «حماس» و«فتح» طرفين أساسيّين فيه. وبالتالي فإن عبارة «أوقعتما أم لم توقعا» ممنوعة من الصرف السياسي، وخصوصاً أن الحركتين هما عماد الانقسام الفلسطيني، فلم يكن الخلاف يوماً بين «الجهاد» و«الجبهة الشعبية» مثلاً.
من هنا، فإن كلام سليمان عبارة عن «هلوسات» لا قيمة لها ولا إمكان لتنفيذها على أرض الواقع. فمصر دخلت مع الفصائل الفلسطينية في دوامة لا متناهية من الحوارات، لا يمكن إنهاؤها إلا بإعلان الفشل الصريح. وهو ما قد تكون عليه الحال في السابع من تموز، الموعد الذي حددته مصر للفصائل. موعد قد يكون لـ«لا اتفاق»، ولا سيما أن صيغة الحوار الثنائي بين «فتح» و«حماس» وصلت إلى طريق مسدود ولم تعد مطروحة على طاولة البحث. والبديل حالياً هو عودة اللجان الخمس، التي في الأساس لم تستطع أن تحقّق أي تقدّم خلال حوارات شباط الماضي، بسبب زحمة المواقف الفصائلية المتعارضة.
بناءً عليه، فإن موعد تموز قد يبقى قائماً، لكنه سيكون موعداً للفشل.