«السلام عليك يا فلسطين»
بوابة فاطمة ــ كامل جابر
رفعت نجلاء قبلاوي يدها عالياً وهي تصرخ في وجه جنود العدو الإسرائيلي المتمترسين خلف الأسلاك الشائكة قرب بوابة فاطمة: «يا محتلون وغاصبون، يا أنجاس، ارحلوا من هنا، هذه الأرض أرضنا، لا شيء لكم فيها». بكت ابنة عكّا وهي تنظر إلى بلادها المزنّرة بالعدو. وقبل أن تغادر مع القافلة التي أتت فيها، لوّحت بيده ثانية ونادت: «السلام عليك يا فلسطين، السلام عليك يا حبيبة». نجلاء لم تكن وحدها على تلك الحدود. فأمس، كانت الحدود مع فلسطين المحتلّة على موعد مع مئات الفلسطينيين الذين أتوا من مخيمات بيروت وصيدا، لإحياء ذكرى «يوم التحرير والمقاومة»، ولإطلاق صرخة تضامنية مع الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
لم يمرّ الاحتفال على الحدود مروراً عابراً، فقد استغلّته الفصائل الفلسطينية لإيصال رسالة إلى العدو مفادها «أننا سنحرّر فلسطين مثلما حرّر لبنان الشقيق هذه القطعة من الأرض التي نقف عليها الآن». وأكّد المسؤول السياسي في حركة حماس جهاد طه، باسم فصائل المقاومة الفلسطينية، أن «هذا النصر الذي تحقق في أيار من عام 2000 لم يكن سوى نتاج واضح لحال الصمود والتكاتف الوطني اللبناني في مواجهة العدوان الصهيوني، وأمر طبيعي لدعم مختلف القطاعات والشرائح الشعبية اللبنانية للمقاومة وتضحياتها العظيمة». أما مسؤول الجبهة الشعبية ـــــ القيادة العامة أبو وائل عصام، فقد شدّد، بعد توجيه التحية «لشعب المقاومة»، على «أنه مثلما تحرر الجنوب، ستتحرر فلسطين بفضل ضربات المقاومة». وأعاد تأكيد بعض الثوابت المتعلقة «برفض التوطين والتمسك بحق العودة في مناسبة ذكرى النكبة وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية على قاعدة حماية برنامج المقاومة، إضافة إلى تنظيم العلاقات الكفاحية اللبنانية الفلسطينية بما يضمن وحدة لبنان واستقراره وحفظ كرامة الشعب الفلسطيني». بدوره، لفت عضو قيادة الجبهة الديموقراطية في لبنان فؤاد عثمان إلى «أن الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان بفعل المقاومة يؤكد صوابية نهج المقاومة كشكل رئيسي من أشكال النضال، وأن نهج التفاوض يصبح عبثياً إذا لم يستند إلى المقاومة». وبعدما حيّا جميع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أكّد «الاستمرار بالمقاومة حتى تحرير آخر سجين فلسطيني وعربي داخل السجون».
وقام بعض الفلسطينيين بتأدية الصلاة وتقبيل الأرض بالقرب من الأسلاك الشائكة التي تفصل لبنان عن فلسطين المحتلة. والتقط العديد منهم صوراً تذكارية، وسط إجراءات أمنية مشددة للجيش اللبناني منعتهم من الاقتراب ولمس الأسلاك الشائكة الفاصلة.