ريتا الشيخأقف أمام نعشك وقفة عز، فخر، واعتزاز. الأعلام ترفرف من حولك، الزوابع الحمراء تنادي «الدين لله والوطن للجميع»، رفقاؤك الأبطال الذين طالما أحببتهم هنا أمامي يحملون جسدك المغطى بالعلم الأسود والزوبعة الحمراء ترافقك. ها هم يؤدون لك التحية التي علمتنا إياها منذ الصغر، والتي زرعتها في نفوسنا أنا وإخوتي وكل العائلة. سامحني لأنني صرخت لحظة مرورك من أمامي إلى مثواك الأخير، فالفراق صعب.
كان لا بد أن أنطق بكلمة «يا بيي» للمرة الأخيرة، قلبي هتفها بحرارة تغلي بداخلي فنطقتها بحرقة علمتني حب الوطن والصدق، والأمانة، والاحترام والهمس بخفة.
ها أنذا بدون أي وعي أخالف تعليماتك، أعتذر... يا بطل، أنت لم تمت. الأبطال أحياء بيننا في ذاكرتنا ومع الوطن، تحملت آلامك بصمت وهذا المرض الخبيث الذي فرقنا.
كنت تضحكني بفترات حزني، وفي لحظات أوجاعك تغني محبة في الحياة بكل حنان وطيبة قلب الأغنية التي طالما عشقتها Besami Moutcho. أدهشتني حين سمعتك تنادي يا سعادة عندما كنا ننتقل من غرفة إلى أخرى، يدك تشد على يدي، كنت تستمد القوة من الزعيم أنطون سعادة لشدة محبتك له. وكنت تتكلم عبر الهاتف وتخطط لكي يصدر كتابك. سيصدر يا أبي، يا بطلي. قرأت منذ فترة أنك لم تكن تملك ثمن الدواء، لم يدركوا بأنك لم تكن بحاجة إلى الدواء لأن العلاج في يد الله.
إن حبك للأمة لم يكن من أجل الثروة. أنت بطل بعملك، بروحك الطيبة وبمحبتك للشعب. حتى اللحظة الأخيرة بقيت الابتسامة على وجهك وأثناء قراءتي لك بعض الآيات القرآنية وأنت في غيبوبتك، رفعت لي يدك لأمسكها. كنت تشعر بوجودي، فتحت عينيك وتأملتني بنظرة أخيرة لم أعرف أنها نظرة الوداع. ورحلت... فوجدتني صامتة وحيدة.
أبي أنا أحبك! سأشتاق إليك، سيبقى اسمك مرفوعاً كالعلم ولن أنساك يا بطل.