حسام كنفانيحسمت الرئاسة الأميركية الأمر، ووفّرت علينا الانتظار: خطاب الرئيس باراك أوباما في القاهرة لن يتضمّن تفاصيل خطة بشأن عمليّة السلام في الشرق الأوسط. هذا ما قاله المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، قاطعاً الطريق على التوقعات التي راجت منذ تحديد 4 حزيران موعداً لخطاب أوباما من القاهرة. الأمر حُسم إذن، ويبقى انتظار ما سيقوله الرئيس الأميركي في هذا التاريخ ذي الدلالة بالنسبة إلى العالم العربي، مع ما يمثّله من أساس حالي للصراع العربي الإسرائيلي في المنظور التفاوضي على حدود الرابع من حزيران عام 1967. اختيار هذا التاريخ كان لا بد أن يترافق مع معطى أميركي أساسي في ما خص الصراع العربي الإسرائيلي، غير أنّه لا يبدو أن المعطى جاهز في المرحلة الحاليّة.
هذا لا يمنع أن يفرض التاريخ نفسه على خطاب الرئيس الأميركي، الذي قال إنه سيخصّصه لمخاطبة العالم الإسلامي. خطاب كان قد سبق أن وجهه من أنقرة في شباط الماضي، وأعلن خلاله فتح صفحة جديدة في العلاقات وطي صفحة صراع الحضارات، وما يمكن أن يقوله أوباما لن يخرج عن هذا الإطار. والجديد الذي كان من الممكن أن يحمله هو وضع معايير إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي ذي التأثير المباشر على علاقات الغرب مع العالم الإسلامي.
من هذا المنطلق لن يكون الصراع العربي الإسرائيلي وعملية السلام غائبين عن خطاب الرابع من حزيران، لكن من منطلق عمومي تكون إيران في صلبه، بعدما دخل الملف النووي الإيراني في عمق القضيّة الفلسطينية. دخول لا علاقة لـ«حماس» به، بل من واقع الشروط الإسرائيلية والخطط الأميركية والرغبة «الاعتداليّة» لعدد من الأنظمة العربية.
مثل هذه الأرضيّة تهيّئ لواقع قبول المزيد من الوعود الأميركيّة، التي تذكّر بالولايتين السابقتين للرئيس الأميركي السابق جورج بوش، حين تعهّد بدولة فلسطينية قبل نهاية كل ولاية من ولايتَيه، فمرّت 8 سنوات من دون إحراز أي تقدّم يذكر. أوباما في طريقه إلى مثل هذه التعهدات بعدما هيّأ مناخ قبول عربي مغلّف بـ«الانفتاح» الذي اعتمده منذ وصوله إلى البيت الأبيض. فتحضّروا لحزمة وعود أميركية غير واقعيّة.