ديما شريفمن جهتهم، يتبارز سياسيّو هذا البلد في التفشيط والتشبيح دون أدنى معيار واضح سوى الضحك على الناس و«بلفهم». هنا نائب رئيس مجلس الوزراء اللواء عصام أبو جمرا يؤكد أنّه شارك وغيره من أعضاء التيار الوطني الحر الموقّرين في قتل فلسطينيّين في تل الزعتر. يعني لا يزايدنّ أحد على آخر. أنت قتلت فلسطينياً؟ أنا قتلت اثنين، ربما أكثر. الآن من الأقوى في الطائفة ومن الأجدر بالكرسي النيابي؟ فلنترك مقدار الدماء الذي سفكه كلّ منّا يحدد...
أما في الاقتصاد، فحدِّث ولا حرج. يؤكد لنا ميشال عون أنّ القضايا الاقتصادية هي أولوية لدى مرشحي التيار. على من يضحك سعادة النائب؟ الأولوية لدى مرشحي التيار معروفة: الفوز بالمقعد لنبرهن للقوات أننا الأقوى مسيحياً. وحلفاء الجنرال كلهم دون استثناء يشاركونه الأولوية نفسها: يجب نيل الكرسي بأي ثمن. الوضع مماثل لدى سياديّي آذار. الكرسي ثم الكرسي، ولذرّ الرماد في العيون يضيف سمير جعجع نقطة اقتصادية صغيرة في نهاية برنامج «ثورة الأرز 2».
أَفَكَّر شعبنا المغوار يوماً في ما يمكن أن تتيحه الأموال، التي تصرف فترة الانتخابات، من فُرص عمل إذا استُثمرت في مشاريع إنمائية؟ لم تفكروا؟ لكنّهم فكّروا في الموضوع، سياسيّونا الأعزّاء، معارضون وموالون على السواء، واتفقوا في ما بينهم على إفقاركم. لكنّكم لا تهتمون. المهم الطايفة بخير.