حلا ماضيلسبب ما قد ينفصل الزوجان بعضهما عن بعض فترتدي التربية التى ترعاها الأم وحدها صبغة مؤسساتية قائمة على رفض صورة الأب ونبذها أحياناً. إن الاعتراف بدور الأب، مهما تكن أخطاؤه وزلّاته، أمر ضرورى لتأمين التوازن العاطفي والنفسي عند الطفل، كما تقول أستاذة التربية فى كلية الآداب في الجامعة اللبنانية سمر الزغبي، التى تشير إلى أن معظم الأمهات المنفصلات عن أزواجهن يطلقن أمام أولادهن صفات سيئة عن الآباء، ولا تتنبّه هؤلاء النسوة إلى أن غياب الأب سيخلق فراغاً عاطفياً هائلاً عند الطفل.
تدعو الزغبي الزوجين المنفصلين إلى محاولة التخفيف من الخلافات المحتومة التى تظهر بعد الانفصال. وتقول إنه يجدر بالأم في هذه الحالة أن تحافظ على صورة جيدة عن الأب في نظر أولادها، فإذا قالت الأم «والدك ليس ملاكاً لكنه والدك!» فإن ذلك أسهل بكثير من العبارات التي تقلّل من شأن الوالد.
ترى الزغبي أن احتقار صورة الأب الغائب يعدّ سلوكاً يسمّم نمو الطفل الذى أنجبه الأب و الأم معاً، وفي هذه الحالة سيكون الولد مصاباً دائماً بنقص على الصعيد الفكري والاجتماعي والمهني والعاطفي، وسيعجز بالتالي عن التحكم في مواهبه، وإثبات ذاته لأنه غير قادر على تجاوز أب أنكرته الأم.
تلفت الزغبي «هناك طرق يمكن استخدامها للكلام عن الغائب أو الغائبة عندما نتحدث إلى الطفل، إذ يجب على الوالدين المنفصلين الامتناع عن التعابير البذيئة أو المهينة وعن الانتقادات اللاذعة أو المغرضة». يجدر التذكير أخيراً بأن الطفل ليس مسؤولاً عن فشل زواج والديه، وعلى الأب والأم الاحتفاظ بأمورهما الخاصة بعيداً عنه.