سحر البشيرفي مناسبات عديدة، كان تعبير «يا فضيحتي»، باللهجة المصرية طبعاً، هو أول ما يخطر ببالي، وأول كلمة أنطق بها. قلتها يوم أخبرني المدير في عملي الجديد أن دوامي سيكون حتى السابعة مساءً «ماكسيموم».
وقلتها عندما طلبت والدتي مني أن أنزع الحلق من أنفي عند زيارة أقاربي.
قلتها أيضاً عندما لكزتني صديقتي وأنا أتبجح «قدام مين ما كان»، على حد تعبيرها، بقضائي أسعد أيام طفولتي في المخيّم.
وكذلك، عندما ابتسمت بائعة في أحد المحال بتهكم حين طلبت منها أن تحدثني بالعربية لأني لا أفهم اللغة الفرنسية.
«يا فضيحتي»، كانت أول ما خطر ببالي عندما نظر إليّ النادل في مطعم راق بضيق حين سألته عن محتويات طبق نسيت اسمه.
«يا فضيحتي»، هي أول ما خطر ببالي عندما نظر إليّ أحدهم باحتقار وأنا أروي أنني أشتري الخضار والفاكهة من سوق صبرا.
وهي أنسب ما ارتأيته كرد فعل عندما استغرب زميلي كيف تأخر أحدهم بإجراءات التسجيل في الجامعة اللبنانية لآخر لحظة، لأنه لا يملك 300 دولار بدل قسط.
وكانت الأكثر ملاءمة أمام إعلان أحد المثقفين رفضه إعطاء الفلسطينيين «حقوقهم المدنية»، لأنه ببساطة ضد «التوطين»، وأمام سؤال زميلتي في الصف «لبنان يقع في آسيا أم في أفريقيا؟».
«يا فضحيتي»، هي أول ما خطر ببالي عندما أخبرتني فتاة فنزولية أن مالك الشقة التي كانت تستأجرها طردها بعدما عرف أنها من أصل فلسطيني.