محمد محسنسبقت الأسيرة المحرّرة سهى بشارة بعض المدعوّين إلى حفل تكريمها الذي نظّمه اتحاد الشباب الديموقراطي أول من أمس في مقرّه في مار الياس. كان دخول سهى خفيفاً كظلها، ورشيقاً، إذ ظهرت فجأة وسط القاعة.
استمعت مع رفاقها إلى «إسوارة العروس» للسيدة فيروز، وقبل أن تبدأ بإلقاء مداخلتها، عرض شباب الاتحاد فيلماً يوثّق نشاطاتهم في مراحل عدّة مرّ بها لبنان، على أنغام «نحنا الأمل الجايي» للفنانة جوليا بطرس.
هدأ التصفيق، فبدأت الأسيرة المحررة التي أطلقت رصاصتين على رأس العميل أنطوان لحد، قائد «جيش لبنان الجنوبي» عام 1988، كلمتها بتوجيه تحيّة إلى الشهداء، وعرضت لبدايات تجربتها مع اتحاد الشباب الديموقراطي، التي لم تفصل أشكال النضال ضد العدو الإسرائيلي، عن حقوق المواطنين في التعلّم والدراسة، لكنها أبقت على القضية الفلسطينية «عنواناً مركزياً بين هاتين المعركتين» كما قالت، لتنتقد بشدة سهو الاتحاد عن تنظيم أية تظاهرة من أجل الحقوق المدنيّة للشعب الفلسطيني «لا في السبعينيات ولا في الثمانينيات ولا الآن» كما ذكّرت، متسائلة «ماذا قدّمنا للقضية الفلسطينية؟».
اعترفت ابنة دير ميماس بأن الاتحاد «اهتز قليلاً، لكنّه ما زال صامداً، والاتحاد الذي خرّج لولا عبود يستطيع أن يصمد في ظروف أقسى»، داعيةً الاتحاد إلى أخذ دوره الطبيعي في المدارس والجامعات.
تعدّدت أسئلة الحاضرين، فعاد أحدهم بالذاكرة إلى عمليّة الاغتيال «لماذا رصاصتان فقط يا سهى؟»، فأجابته «الرصاصة الأولى، رسالة للشعب اللبناني المتقاتل بعضه مع بعض فيما العدو ينهشه، أما الثانية فتحية لأطفال الحجارة».
بعد الحوار، تسلّمت بشارة درعاً تكريمية من شباب الاتحاد تقديراً لنضالاتها.