ملاك وليد خالدلا أحب دبي، ولست أرمي حجراً في بئر أتجرع منه ما يكفي من مال يتيح لي عيش حياة كريمة، ويستمد بدوره من شبابي وتعبي ما يكفيه من المياه ــــ الحياة، لأستحق عن جدارة فرصة عملي.
لكن أخبار وشائعات انهيارها المتوقع بين لحظة وأخرى ترعبني.
لا أعتقد أني سأتوصل إلى إقناع نفسي بحبها. لكنني، على عكس الكثيرين ممن أعرفهم هنا، أمتلك الجرأة الأدبية للاعتراف بذلك بدل أن أتبنى، مثلهم، خطاب العشق الدفاعي تجنباً لأن أبدو جاحدة.
لا أحبها، نقطة، انتهى. ولكني، متسلحة بالجرأة الأدبية ذاتها، أعترف بأنني أحترمها...
أحترم هذه المدينة التي تعمل بلا كلل، كما لو أن كل من فيها على اختلاف مشاربهم وجنسياتهم وأهوائهم يكوّنون جيش نمل جباراً يكد لتجسد الإمارة الطموح والقدرة على إنجاز ما يقارب المستحيل. هي ابنة شرعية للرأسمالية التي تحرص عليها من دون شك، وهناك الكثير مما يمكنني أن أورده وأعدده عن تناقضاتها التي تجعل الحب بيني وبينها أصعب من بناء برج كالبرج الأعلى في العالم المسجل باسمها (بلغة دبي هذا الحب قد لا يكون مستحيلاً في النهاية، فالبرج قائم وما زال يتنطح ليتطاول على السحاب يوماً بيوم)
أستطيع أن أعدّد أكثر من سبب لاحترام دبي، وبالتالي أسباب البقاء فيها طوال الفترة الماضية، ولكن أحد أهمها بالمطلق سيكون أن هذه المدينة الوحيدة التي عشت فيها أو أعرفها أو سمعت عنها حيث تُطبّق القوانين، مهما كانت، على الجميع من دون أي استثناء. ولا يهم إن كنت مواطناً من أبناء المدينة أو وافداً منذ يومين. القانون لا يستثني أحداً وليس ثمة من هم فوقه أو تحته. واللبيب من الإشارة يفهم.