هاني نعيمتحقق «الحلم» أخيراً، وتجمّعت الأندية العلمانيّة في الجامعة الأميركيّة في بيروت في إطار واحد، هو: «التجمّع العلماني».
راودت هذه الفكرة القديمة الكثير من العلمانيين. لكن في كلّ محاولة توحيد، كانت الظروف أقوى من تحقيقها. أخذ النادي العلماني، هذه السنة، تحقيق الفكرة على عاتقه، «فبدأ مشاوراته مع الأندية العلمانيّة كلّها، بغض النظر عن توجّهاتها السياسيّة أو الفكريّة، لجمعها تحت سقفٍ واحدٍ»، كما يوضح مسؤول العلاقات العامة في النادي العلماني أيمن مكارم.
في البدء، برزت مشكلة الاختلاف على مفهوم العلمانيّة، والموقف من رجال الدين وتعاطيهم في المسائل السياسيّة، وحلّت لاحقاً بالاتفاق على عناوين محدّدة تجمع كل العلمانيين على اختلاف توجهاتهم، على حد تعبير نائب رئيس نادي الصحافة كريم الحسنيّة.
يضم التجمّع 7 نواد هي رابطة الإنعاش القومي (الحزب السوري القومي الاجتماعي)، Beirut heritage club (شيوعيون غير حزبيين)، نادي الصحافة (حركة اليسار الديموقراطي)، arab heritage club (حركة الشعب وقوميون عرب)، مجموعة بلا حدود اليساريّة، النادي العلماني، ونادي النشاط الطلابي.
هذا بالنسبة إلى أعضاء التجمع. أما في ما يتعلّق بأهدافه، فهو سيعمل على تسليط الضوء على العلمانيّة حلاً بديلاً من النظام القائم، وتوعية «المجتمع المصغّر» على مخاطر الطائفيّة، كما جاء في بيان إطلاقه الذي وزّع قبل أسبوعين في الجامعة. وعن طبيعة التجمّع يقول أيمن «أردنا أن يكون التجمع ذا توجه ثقافي ـــــ اجتماعي، وليس له أي طابع سياسي، وخصوصاً أن أغلب الأندية منضوية تحت مظّلة 8 أو 14 آذار».
بدأ التجمّع، في الأسبوع الماضي، بالتزامن مع ذكرى انطلاق الحرب الأهليّة في 1975، نشاطاته تحت عنوان «الأسبوع العلماني». تراوحت النشاطات بين تلك التقليديّة، كحلقات نقاش بشأن شطب الطائفة عن سجل النفوس، والزواج المدني، وأخرى جديدة، كالعمل المسرحي الذي ستقدّمه فرقة «تحرر كفرّمان» بعنوان «لا مش بلد»، إضافة إلى دعوة مختار نهار الأربعاء المقبل، ليلتقي الطلاب الراغبين في تقديم طلبات شطب طائفتهم، ويتلقّى طلباتهم.
ومن جهّة إمكان استمرار التجمّع ونجاحه في كونه إطاراً يجمع العلمانيين، يجمع هؤلاء «ما دام عملنا محصوراً في الحقل الاجتماعي والثقافي، فذلك لن يؤثّر في التجمع». وينتشر بينهم هاجس «توعية الطلاب على أن العلمانيّة هي مذهب فكري لا علاقة له بالإلحاد، وهو يكفل حريّة الإيمان والمعتقد لكل مواطن في الدولة»، كما تقول رئيسة نادي Beirut heritage رانيا فرحات. ويرى كريم أنه «مجرّد أن نفتح النقاش بين الطلاب في العلمانيّة، نكون بذلك قد نجحنا»، مستشهداً بالنقاش في العلمانيّة على صفحات مجلّة «أوتلوك» الأسبوعيّة التي تصدر عن الجامعة.
إطلاق التجمّع كان له وقعه الخاص في الجامعة على الأحزاب الطائفيّة، فاستنكر مناصرو الحزب التقدّمي الاشتراكي عدم دعوتهم للانضمام إلى التجمّع، فيما رأى أحد مناصري حركة أمل «من شو بتشكي الطائفيّة؟ عايشين وماشي حالنا». أما ما أثار سخرية أحد العلمانيين، فهو جزم أحد مناصري المستقبل بـ«نحن أكبر تيار علماني في البلد»... حقق العلمانيون حلمهم، فهل يستمر؟ سؤال برسم الأيام المقبلة.