معركة ـ خضر حسانلم تعد «عصرونية قصقصة البزر على مصطبة البيت»، تلك العادة التي كثيراً ما مارسها شباب القرى الجنوبية، تكفي الجيل الجديد من أبناء بلدة معركة، فقد غزت البلدة، كما الكثير من البلدات الجنوبية الأخرى، أساليب تسلية «مدينية» الطابع، ينقسم الشبان في معركة إلى مجموعتين: الأولى تركت مقاعد الدراسة باكراً، والثانية لا تزال تدرس. إلا أن أسلوب التسلية واحد في المجموعتين.
فهم يتجمّعون خلال فترة العصر في المقاهي، التي ازداد عددها أخيراً، والتي تقدّم النارجيلة إلى كل من طلبها مهما كان عمره. هناك، يتحدث الشباب قليلاً، كلّ عن عمله، ولكن الموضوع الذي يأخذ الحيز الأكبر من وقتهم يظلّ الحديث عن الفتيات.
كما يعمد عدد كبير من الشبان إلى قضاء الوقت عبر التجوال بسياراتهم داخل شوارع البلدة، والاستماع إلى الأغاني على صوت مرتفع جداً في محاولة منهم لجذب انتباه الحبيبة أو الحبيبة المحتملة.
إلى جانب ذلك، يستخدم شبان البلدة وشاباتها الإنترنت من خلال المحالّ الثلاثة التي تتيح هذه الخدمة. يلجأون إلى الإنترنت كوسيلة للتعرّف إلى «الصبايا» في المناطق الأخرى، أو للدخول إلى المواقع الإباحية. في المقابل يعمد عدد قليل منهم إلى البحث عمّا هو مفيد لدراستهم. هذه الأجواء تتكرر يومياً أوتوماتيكيّاً في معركة، وبدون تخطيط مسبّق، فالكلّ يعرف المكان والزمان و«برنامج» قضاء باقي أوقات اليوم في انتظار أن يأتي اليوم التالي، ليتكرر البرنامج نفسه.