رنا حايك«دم العذرية: لا أسطورة ولا يحزنون». كان ذلك عنوان المقال الذي كتبته دلال حرب ونشرته «الأخبار» قبل يومين. قامت الدنيا ولم تقعد. اكتظ موقع الجريدة برسائل يشجب بعضها إثارة القضية في صفحات اتهمت بـ«الدعوة إلى الإباحية»، بينما نوّه بعضها الآخر بجرأة الكاتبة. تؤكد ردود الفعل المتناقضة أهمية تداول قضية العذرية، وقضايا أخرى كثيرة نعد بالتطرق إليها التزاماً منا بإثارة قضايا حيوية. فصفحات «شباب» تتخذ على عاتقها أن تكون مرصداً حقيقياً لواقع شبابي عربي في حالة المخاض، ومرآة تطمح إلى أن تعكس بصدق حراكه الاجتماعي والقيمي. فهي تفتح صفحاتها لأي شاب يرغب في التعبير عن موقفه من أي قضية، في السياق ذاته الذي أتاحت فيه لدلال أن تعبّر عن رأيها. يقضي توجّه الصفحة الأساسي بخلق مساحة تتيح للشباب التخاطب وإعادة تقييم موروثاته بدل أن يكون مجرد متلقّ تستلبه قيم مستوردة يعتنقها خلسة، بينما يحتفظ بالزيّ التقليدي ظاهرياً ليصبح مسخاً على صورة حكوماته المخترقة.
فماذا يبقى من صفحات شبابية إذا سلكت درب التدليس الرائجة في مجتمعاتنا المخنوقة بعلامات استفهام كثيرة تمنع عنها التطوّر؟ ماذا يبقى منها إذا امتنعت عن إثارة قضايا إشكالية يجسّد طرحها للنقاش جسر عبور «إلى الشرق الجديد»؟ أما من يزايد بالطهر والعفاف بينما ينغل في عروقه سوس النكران وعدم الاعتراف بحق الآخر في الاختلاف، فالأجدى به أن يفكر مجدّداً كيف يعرّف نفسه كشاب.