بنت جبيل ــ داني الأمينلم تصحُ بلدة رميش بعد من وقع خبر إلقاء القبض على أحد أبنائها بتهمة التعامل مع إسرائيل قبل أسبوع. ومع كلّ يوم يمرّ، وتتوافر فيه للأهالي معلومات جديدة تتعلق بالعميد أديب العلم وزوجته وابن أخيه، يزداد الاهتمام بالخبر والتعليقات عليه التي تصبّ في خانة عدم التصديق من جهة، أو الخوف من تشويه سمعه البلدة الوطنية من جهة ثانية. فبلدة رميش أدّت دوراً مقاوماً للاحتلال خلال 22 عاماً، وكان منها الأسيران المحرّران من معتقل الخيام ديغول بو طاس وكوزيت إبراهيم. وهي أيضاً بلدة الشهيد اللواء فرانسوا الحاج، عدا عن احتضانها خلال حرب تموز الأخيرة في عام 2006 أهالي بلدة عيتا الشعب.
كلّ هذه الأسباب تدفع أهل رميش اليوم إلى رفض تصديق هذا الخبر، وخصوصاً أنه لم تبد يوماً على العميد العلم أي إشارة يمكن أن تدلّ إلى عمله هذا، كما يفيد عدد من أبناء البلدة.
يقول نجيب العميل إن «تصرّفات العميد لم تكن تشير يوماً إلى أنه سيّئ السيرة أو من الذين قد يتورطون بالعمالة مع إسرائيل». حجّته في ذلك أن العلم «كان يتردّد دائماً إلى الكنيسة، وهو ليس فقيراً، بل ينتمي الى أسرة مدخولها المادي جيد جداً، وزوجته لها أملاك واسعة في البلدة، إضافة إلى أنه لم يرزق بأولاد كي يحتاج إلى المال، لذلك لا يمكن أن يتوقع أحد أن يكون هذا الشخص من المتعاملين مع الإسرائيليين».
هذا ما يعبّر عنه ابن شقيقته الذي يرفض فكرة أن يكون خاله متورّطاً في العمالة. يقول محاولاً تبرئته من خلال المعلومات التي يعرفها عنه: «هو يأتي إلى البلدة ليزور الكنيسة، ولم يكن يسافر إلى خارج لبنان. كلّ ما تشيعه وسائل الإعلام غير صحيح، هناك مؤامرة قد يكون مصدرها إحدى زبائن العميد من الخادمات الأجنبيات التي قد تكون نصبت له فخّاً للإيقاع به. أنا أعلم أن العميد لم يسافر يوماً إلى أوروبا، يريدون تشويه صورة البلدة ووطنيتها».
القضية في بلدة رميش إذاً هي قضية انتمائها إلى «معسكر الوطنية». فخبر من قبيل اكتشاف عمالة أحد أبنائها من شأنه الإساءة إلى ما اكتسبته البلدة من شرف انتماء عدد من أبنائها إلى المقاومة. لذلك يطالبون وسائل الإعلام بعدم استباق التحقيق على أمل أن تكون الحقيقة على خلاف ما هو شائع.