أمل عبد اللهتقنية جديدة تسمح بالتعرف إلى تسلسل الأحماض النووية DNA sequencing للأفراد، وهذه التقنية الجديدة شديدة الفاعلية من حيث التكلفة والوقت. هذا ما أعلنته أخيراً مجموعة من الباحثين في جامعة براون الأميركية. وقد كان هذا الأمر، أي جعل عملية DNA sequencing ضمن الفحوص الروتينية التي تُجرى للمريض، من الأهداف التي يتطلع إليها الأطباء منذ ست سنوات، أي حين توصل العلماء إلى رسم الخريطة الجينية للإنسان. كان إدخال خيوط الحمض النووي عبر ثقوب متناهية الصغر، أي nano pores، وقراءتها هو الأسلوب المتبع للتعرف إلى سلاسل الأحماض النووية، إلّا أن صغر جزيئات الحمض النووي بالمقارنة مع حجم الثقوب كان يصعّب عملية التعرف إلى هذه الأحماض، وذلك نتيجة السرعة التي تعبر فيها هذه الجزيئات الثقوب. لذا كان لا بد من إيجاد وسيلة لإبطاء عبور جزيئات الحمض النووي عبر الثقوب، وهو ما نجحت التقنية الجديدة في تحقيقه.
ربط علماء الفيزياء في جامعة براون، ومن بينهم البرفيسور سين لينغ، جزيئات الحمض النووي بجزيئات أكبر حجماً، ولدى سحب خيوط الحمض النووي عبر الثقوب، جرّاء تعريضها لحقل كهربائي تمهيداً لقراءتها، تعلق الجزيئات المضافة في الثقوب، عندها يستخدم الباحثون ما يسمى «الملاقط المغناطيسية» لسحب الجزيئات العالقة، وهذا ما يتيح لهم التحكم بالسرعة التي تعبر فيها الأحماض النووية الثقوب.
من خلال التقنية الجديدة يُوفَّر الوقت الكافي لكي يتمكن العلماء من التعرف إلى الأحماض المكونة للـ DNA وتحديدها بدقة. وقد خففت هذه التقنية سرعة عبور سلاسل الـ DNA بألفي مرّة مقارنة مع سرعتها الاعتيادية، ومن الممكن إبطاء هذا العبور بدرجة أكبر بحسب البروفيسور سين لينغ.
في مرحلة أولى سينفّذ الباحثون الأميركيون هذه التقنية على الحمض النووي للبكيتريا للتأكد من فعاليتها، وبعد ذلك تُعلَن المراحل الأخرى من التجربة.