هاني نعيملم ينسَ «نادي التراث الأرمني اللبناني»، في الجامعة الأميركية في بيروت الذكرى الرابعة والتسعين للمجزرة الأرمنية، بل احتفى بها، ولكن على طريقته، إذ نظّم عدداً من النشاطات، منها عرض فيلم وثائقي من إعداد محطة الـ «بي بي سي» عن المجزرة، إلى جانب إقامته معرضاً يشبه مخيّم حلقة النار قرب مبنى «وست هول». كما نشر النادي معلومات عن المجزرة على لوحات خشبيّة متراصة دائرياً، ترافقها موسيقى من التراث الأرمني.
تتضمّن اللوحة الأولى حقائق عن المجزرة الأرمنيّة، وصوراً ووثائق تؤكّد وقوعها، تجاورها لوحة تشير إلى معاناة الشعب الأرمني في ظلّ «الحكم الظالم للسلطنة العثمانية»، كما تصفه إحدى عضوات النادي كارينا أرزومانيان، التي تضيف: «ليس الأرمن وحدهم من عاش هذه المعاناة، بل إن اللبنانيين وباقي شعوب المنطقة أيضاً عانوا ما عانيناه». وعن اللوحة المخصّصة لمجازر القرن العشرين، مثل مجزرة رواندا ودارفور، تشرح كارينا «نذكّر بالمجزرة من منطلق إنساني لا لمجرّد كوننا أرمن، فعدد كبير من شعوب الأرض تعرّضت للظلم ولا تزال. وما يحصل في فلسطين هو إعادة للتاريخ».
تجاور هذه اللوحات، لوحة خاصة تتناول الكاتب والصحافي الأرمني ـــــ التركي هرانت دنك الذي قتل في 19 كانون الثاني 2007، وهو يعدّ من أبرز من كتبوا عن المجزرة الأرمنية، وتُتهَم الحكومة التركيّة بالوقوف وراء اغتياله. إلى جانبها، توجد لوحة تضم لائحة الدول التي اعترفت رسميّاً بالمجزرة، وعددها يبلغ 27 دولة، بينها لبنان الذي اعترف بوقوعها بين عامي 1997 و2000. أما اللوحة الثانية، فهي عبارة عن ملخّص للجدل القائم بين الأتراك الرافضين للاعتراف بالمجزرة ويدّعون عدم وجود إثباتات عليها، والقائلين بوجود وثائق تؤكّد المجزرة.
وعن إحياء ذكرى المجزرة واستمرار الأرمن في مطالبة الأتراك والأمم الأخرى بالاعتراف بالمجزرة تعلّق كارينا مختصرة «إذا كان الناس يتناسون ما حصل في التاريخ، فهذا مبرر لهم أن ينسوا فلسطين بعد قرن من احتلالها وتهجير شعبها».