قاسم س. قاسمالتدخين، التسرب من المدرسة، والأمراض الجنسية، هي أهم مشاكل الشباب الفلسطيني في لبنان، أما المسنون، فلهم مشاكل أخرى ليس وقت الفراغ الكبير أصغرها، وليس أكبرها عدم توفير برامج للرعاية الصحية المجانية، خصوصاً أن 92% من المسنين أصيبوا بمرض مزمن واحد على الأقل كما أشار التقرير.
لم يقتصر المسح على الوضع الصحي والاجتماعي للشباب والمسنين بل تناول مختلف جوانب حياتهم. في البدء قسّم اللاجئون إلى ثلاث فئات: المسجّلون ضمن وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الذين يبلغ عددهم 416.608 لاجئ ويمثلون تقريباً 11% من سكان لبنان، غير المسجلين في الأونروا ويبلغ عددهم 35.000 لاجئ، وأخيراً فاقدو الهوية وهم غير المسجلين لدى الأونروا أو السلطات اللبنانية ويقدر عددهم بحوالى 3.000 لاجئ بحسب إحصاء مجلس اللاجئين الدنمركي لعام 2005. ولقد وجدت الدراسة بالنسبة لأماكن سكن الفلسطينيين أن 78.2% من منازل اللاجئين هي بغرفتين أو ثلاث و2.7% منها أرضيتها ترابية، هي تفتقر إلى المياه الصالحة للشرب التي يعمد 93.5% لشرائها في بيروت مثلاً. كما لم تغفل الدراسة الوضع الصحي للمنازل، إذ وجدت أن أسرتين من عشر في مخيم عين الحلوة مثلاً لا تملك مرحاضاً داخل المسكن.
أظهرت الدراسة أيضاَ أنّ واحداً من عشرة فلسطينيين مصاب بمرض مزمن، وأن هذه الإصابات بين الإناث أعلى منها بين الذكور. أما نسبة الإعاقات المتوسطة والحادة فقد بلغت 7.2% يتلقى 56% منهم رعاية طبية. وربما كان أهم ما جاء في الدراسة، يتعلق بالوضع الاجتماعي للشباب والمسنين في تجمعات الفلسطينيين في لبنان. فقد دعت الدراسة للتعمق في أسباب عزوف الشباب عن إكمال دراستهم الجامعية، بعدما وجدت أن 78% يرفضون أن يكملوا دراستهم حتى لو أتيحت لهم الفرصة لذلك. كما لاحظت الدراسة تحول العائلات الفلسطينية إلى عائلات «نواتية»، أي أب وأم وولد واحد أو ولدين، عكس ما كان سائداً حين كانت العائلة الواحدة تنجب 7 أفراد وما فوق، أما بالنسبة لسن الزواج، فقد ارتفع هو الآخر ليصبح متوسط عمر الزواج عند الإناث 24 عاماً، أما الذكور فـ30 عاماً.
خرجت الدراسة بالعديد من التوصيات المتعلقة بالشباب «قوة العمل الأساسية»، وبخصوص كبار السن الآخذين بالازدياد نتيجة انخفاض معدل الوفيات، ما سبب انعكاساً على التنمية الاجتماعية، مما يحتّم الاهتمام بقضايا رعايتهم. وأشارت الدراسة إلى عدم رضى المسنين عن الخدمات المقدمة (مؤسسة واحدة) لهم، وطالبت بضرورة اتخاذ الأونروا والمؤسسات الأهلية والمدنية على عاتقها توفير الخدمات والأندية لهم. أما بالنسبة للشباب فأوصت بدمج التعليم العملي والنظري والتوسع باستخدام التقنيات الحديثة في التعليم كالحاسوب، وتوفير أندية لرعاية الشباب. وأحد أبرز المطالب كان إقامة ورش عمل لتوعية الشباب على الصحة الإنجابية والأمراض الجنسية.


قلّة إهتمام

حصلت جريدة «الأخبار» على نسخة من التقرير الذي أعدّه وناقشه صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة، إقليم العالم العربي UNIFEM الذي نوقش في فندق الكومودور ــــ الحمرا. فقد أجرى متطوعون مدرّبون من جانب الصندوق الإنمائي مسحاً ميدانياً على مناطق سكن وتجمعات الفلسطينيين، وجرى من خلاله دراسة أوضاع اللاجئين الاجتماعية والاقتصادية والصحية ومعاينتهم، بهدف توفير قاعدة بيانات إحصائية جديدة بالمعلومات الخاصة بأوضاعهم في لبنان. وبناءً على هذه الدراسة التي طالت النواحي الاجتماعية والصحية للفلسطينيين في مناطق سكنهم، خلص التقرير إلى توصيات عدة بشأن شريحتين أساسيتين تعانيان من قلّة اهتمام في المجتمع الفلسطيني. الشريحة الأولى هي الشباب. فعلى الرغم من أنّ الشباب هم القوة العاملة الرئيسية في المجتمع الفلسطيني، إلا «أنّهم يفتقرون إلى التوعية»، بحسب ما يشير التقرير. أما الفئة الثانية فهي كبار السن الذي انعكس ازديادهم على التنمية الاجتماعية «ما يحتم زيادة الاهتمام بقضاياهم ورعايتهم».