السعودية ــ حسين دويسمن خرج عن طقوس السنّة الحرفية كان من الرافضة. كثيراً ما كانت هذه هي المعادلة ـــــ الحكم السائدة هنا، في المملكة. أما من خرج عن هؤلاء وأولئك، فهو جنس جديد لم يعترف به رسمياً بعد، وقد لا يُعترف به أبداً، اسمه «الرافضون الجدد». إذا رفضت انتهاك حق من حقوقك كإنسان، فأنت رافضي جديد. إذا رفضت مصادرة حريتك فأنت رافضي جديد. وإذا رفضت فرض الوصاية عليك وعلى تصرفاتك وحياتك الخاصة فأنت رافضي جديد.
أنا رافضي جديد يرفض أن يكون للغير سلطة عليه باسم الدين. أنا رافضي جديد لأني أرفض أن أنقاد كالأعمى بدون أن أفكر وأُحلل وأن يكون لي حق الشك أو الإيمان في ما يقدّم إلي.
أنا رافضي جديد يؤمن بأنه من الصحي، بين الحين والآخر، أن أضع علامات استفهام على الأشياء التي كانت ثوابت على المدى الطويل، كما قال برتراند راسل.
أنا رافضي جديد يرفض أن يجعل الوطنية مجرّد مقال أو قصيدة أو لون أخضر. أنا رافضي جديد يرفض الإرهاب وغلاء الأسعار وتفشي الفساد. أنا رافضي جديد يرفض الجهل والأمية وعدم فاعليّة المناهج التعليميّة.
أنا رافضي جديد يؤمن بالتعدد. رافضي جديد في إطار الإنسانيّة وحب الغير مهما اختلفت الأديان والمذاهب والمعتقدات والأفكار والتوجهات.
أيها الرافضون الجدد اتّحدوا... وارفضوا كل خطأ يرتكبه الإنسان في حق أخيه الإنسان.
يقول جوناثان سويفت: «لدينا ما يكفي من الدين الذي يجعلنا نكره، ولكن ليس لدينا من الدين ما يكفي لجعلنا نحب بعضنا بعضاً».