يبحث الشباب عن مساحة حقيقية للتعبير، فيما تستخدمهم جمعيات أهلية مطايا لبروز قياداتها»، عبارة اختصرت بعض الهواجس «المستفزة» على هامش لقاء مجلة «شؤون جنوبية» في النبطية
كامل جابر
بدأ لقاء «دور الشباب في الانتخابات النيابية» رتيباً بمشاركة بعض قيادات هيئات المجتمع المدني التي تولّت «التنظير» وطرح الهموم الشبابية من وجهة نظرها. لكن سرعان ما تحوّل اللقاء إلى منبر طرح خلاله الشباب آراءهم بشأن التغيير الديموقراطي، الهيمنة الحزبية والطائفية والمذهبية، استبعاد الشباب عن الأدوار الريادية واستخدامهم جسور عبور لمجد القيادات، التبعية السياسية في مختلف المنابر النقابية والجامعية والطلابية.
تقول ليلى سرحان: «إنّ الواقع السياسي والاجتماعي لا يترك للشباب مجالاً للخيارات الذاتية، فيتحولون إلى أدوات تنفيذ لقرارات وآراء تُملى عليهم من فوق. كذلك فالمصطلحات «الرائعة» التي تستعملها قيادات مؤسسات المجتمع المدني سرعان ما تكون مادة صدام لا تسمح للشباب بالدفاع عن حقوقهم. في المقابل، تنتقد سرحان «خمول» بعض الشباب في انتزاع حقوقهم و«تقاعس البلديات والجمعيات عن تغييب مواثيق المعرفة التي تبرمج ثقافة التغيير».
ويرى الطالب في معهد الفنون جاد شحرور أنّ التغيير يبدأ من مشاركة الشباب في حكومة ظل، أو مجلس نيابي ظل، لمراقبة أعمال المجلسين التشريعي والتنفيذي. ويصف شحرور الخطاب السياسي السائد «بالأدبي المستتر وراء حركات وجدانية تستخدم الدين والوضع المعيشي والاجتماعي لبروز الزعامات والأحزاب في ظل غياب واضح للخطاب السياسي الوطني».
ويشرح الإعلامي علي الأمين أن اللقاء «مناسبة على أبواب استحقاق انتخابي يبدو الجانب الإصلاحي فيه شبه مغيّب، بسبب هذا الانقسام السياسي الحاد الذي يأخذ النقاش نحو أسباب سياسية مباشرة أكثر من العملية الانتخابية وكيفية تطويرها وإحداث التغيير». ويقول: «مطلوب التركيز على دور الشباب في الانتخابات وأخذهم إلى مكان يكون لهم فيه إمكان التعبير والقدرة على التغيير برغم الإحباط العام». تسعى الندوة، حسب الأمين، إلى تبديد الإحباط وكسر الجمود، لأنّ التغيير قد لا يكون ضرورة تمهد لانقلاب عام اليوم، بل هو أحد مستوياتها المتدرجة، «وخصوصاً إذا سلّطنا الضوء على الثغرات التي يمكن النفاذ منها نحو بدايات التغيير».
ويتوقع الأمين أن المرحلة المقبلة «ستشهد حركة ضخمة على مستوى الوطن لم يشهدها لبنان سابقاً بالمطلق، ودور الشباب أساسي فيها، إذ إن الجهات المهتمة بالانتخابات وديموقراطيتها ستجعل من 3000 شخص، جلهم من الشباب، مراقبين لهذه الانتخابات وديموقراطيتها».
ويتناول ياسر إبراهيم «استحالة طرح موضوع إصلاحي بحت مع تغييب الإشكالية في بنية النظام السياسي وتركيبته، فالتوازن الطائفي في لبنان متوقف على عنصر الشباب، بسبب هذا الخطاب الطائفي والمذهبي الذي يحرك الشباب ويمنع الإصلاح في ظل غياب الخطاب السياسي الوطني».
ويشير إلى أن تحرك الشباب يحتاج إلى محفز، وهذا الأمر يحتاج إلى قيادة ومشروع سياسي لتأطيرهم وتثقيفهم ثم تحركهم بعد قناعتهم باتجاه الإصلاح، والشباب مؤثرون في المجتمع المدني الذي هو مغيب ومسيطر عليه من جانب السلطة، سياسية كانت أم حزبية أم طائفية.